يتجه المغرب مع اقتراب عام 2026 ليكرس مكانته كإحدى أكثر الدول اتصالا بالإنترنت في شمال إفريقيا. فبحسب تقرير "الرقمنة 2026: المغرب"، تقوم التحولات الرقمية في المملكة على قاعدة من التحضر السريع، وشباب يشكل نصف السكان، وبنية تكنولوجية آخذة في التوسع بوتيرة متسارعة.
وتجدر الإشارة إلى أن 66,3% من المغاربة يعيش في المدن، فيما تقل أعمار نصفهم عن ثلاثين سنة، ما يجعل الشباب المحرك الرئيسي لاعتماد التقنيات الحديثة. وسجل البلد 57,1 مليون اشتراك نشط في خدمات الهاتف المحمول، أي بنسبة تعادل 148% من عدد السكان، ما يعكس انتشارا واسعا لاستخدام الأجهزة المتعددة. ومن بين هذه الاشتراكات، تمثل الاتصالات ذات النطاق العريض (3G و4G و5G) حوالي 88%، وهو ما يعكس تقدما كبيرا في جودة الشبكات والخدمات.
أما استخدام الإنترنت، فقد بلغ مرحلة شبه مكتملة، إذ يستخدم الشبكة 35,5 مليون مغربي، أي ما يعادل 92,2% من السكان، بزيادة سنوية قدرها 2,2%، فيما لا يزال 7,8% فقط خارج الشبكة، أغلبهم في المناطق القروية. وشهدت سرعة الاتصال تحسنا ملحوظا، حيث بلغت السرعة المتوسطة للهاتف المحمول 60,31 ميغابيت في الثانية، بزيادة قدرها 47,5%، بينما ارتفعت سرعة الإنترنت الثابت إلى 55,89 ميغابيت، أي بزيادة بلغت 89%.
ويتميز المشهد الرقمي المغربي أيضا بتوسع لافت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت فضاء رئيسيا للتفاعل الجماعي. فقد بلغ عدد الحسابات النشطة 22,8 مليون حساب، أي ما يعادل 59,1% من إجمالي السكان، و84,5% من البالغين، بزيادة سنوية قدرها 1,7 مليون مستخدم جديد. وتشكل النساء 41% من إجمالي المستخدمين، ما يعكس تزايدا تدريجيا في حضورهن داخل الفضاء الرقمي.
وتتقدم منصتا "إنستغرام" و"تيك توك" في صدارة الاستخدام، إذ يبلغ عدد مستخدمي الأولى 15,1 مليون شخص (39,2% من السكان)، بزيادة سنوية قدرها 20,8%، بينما يصل عدد مستخدمي الثانية إلى 16,7 مليون بالغ، أي ما يعادل 62,3% من الفئة العمرية فوق 18 عاما، بزيادة قدرها 19,1%. هذه الأرقام تؤكد هيمنة المحتوى المرئي والتفاعلي الذي يفضله الجيل الشاب المتصل على الدوام.
أما على الصعيد المهني، فيسجل موقع "لينكد إن" 6,9 ملايين عضو، أي ما يعادل 25,7% من البالغين، أغلبهم من الرجال بنسبة 64,2%، ما يعكس التحول الرقمي المتسارع في سوق العمل والعلاقات الاقتصادية.
ويخلص التقرير إلى أن المغرب تجاوز مرحلة التحول نحو مجتمع رقمي متكامل، حيث بات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يشكلان أساسا في أنماط الحياة والتواصل والفرص الاقتصادية. ومع تغطية تفوق 90% من السكان، وتحسن مستمر في سرعة الاتصال، وشباب متصل بكثافة، يرسخ المغرب موقعه كقوة رقمية صاعدة قادرة على إعادة تشكيل نموذجه الاجتماعي والاقتصادي.