الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مجلس الشيوخ الأمريكي يمهد لإنهاء الإغلاق الحكومي بعد 40 يوما من الشلل


اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأحد خطوة مهمة نحو إنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر أربعين يوما وتسبب في تعطيل عمل الموظفين الفدراليين وتأخير برامج المساعدات الغذائية وإرباك حركة الطيران. إذ صوت المجلس لصالح المضي في مناقشة مشروع قانون سبق أن أقره مجلس النواب، على أن يعدل لتمويل الحكومة حتى 30 يناير، ويشمل حزمة من ثلاثة قوانين تمويلية سنوية كاملة.

وفي حال تمرير النص المعدل في مجلس الشيوخ، فسيحتاج بعد ذلك إلى مصادقة مجلس النواب وتوقيع الرئيس دونالد ترامب، في مسار قد يستغرق بضعة أيام. وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مفاوضات مع عدد من الديمقراطيين الذين خالفوا موقف قيادتهم، مقابل التزام الجمهوريين بطرح تصويت في دجنبر حول تمديد إعانات قانون الرعاية الصحية المعروف بـ"أوباماكير"، والتي تعد أولوية للحزب الديمقراطي وتستفيد منها الأسر ذات الدخل المحدود لتغطية تكاليف التأمين الصحي الخاص.

وصوت المجلس بأغلبية 60 مقابل 40، وهي النسبة الدنيا المطلوبة لتجاوز التعطيل البرلماني. وقال الرئيس ترامب قبل التصويت "يبدو أننا نقترب من إنهاء الإغلاق"، في إشارة إلى تفاؤله بإعادة فتح الإدارات الفدرالية قريبا.

ويقضي مشروع القانون بمنع الوكالات الحكومية من فصل الموظفين حتى نهاية يناير، وهو ما يعد انتصارا لنقابات العمال الفدراليين وحلفائهم، ويعطل جهود ترامب السابقة لتقليص حجم الجهاز الحكومي. وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد العاملين المدنيين في الحكومة الفدرالية بلغ نحو 2.2 مليون في بداية الولاية الثانية لترامب، فيما يتوقع مغادرة نحو 300 ألف موظف بنهاية العام في إطار خطط إعادة الهيكلة.

كما ينص المشروع على منح جميع الموظفين الفدراليين، بمن فيهم أفراد الجيش ووكلاء الحدود ومراقبو الحركة الجوية، أجورهم المتأخرة، في خطوة تهدف إلى تخفيف آثار الإغلاق الطويل.

ومن المنتظر أن يستأنف مجلس الشيوخ جلساته الاثنين، حيث يسعى الجمهوريون إلى التوصل لتفاهم مع الديمقراطيين لتسريع عملية التصويت النهائي. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون بعد الجلسة "كانت جلسة مثمرة، ونأمل أن نتمكن غدا من التوافق حول الإجراءات القادمة".

وقد لعبت السيناتوران الديمقراطيتان ماغي هاسن وجين شاهين من ولاية نيوهامبشر، إلى جانب المستقل أنغوس كينغ من ولاية ماين، دورا محوريا في التوصل إلى التسوية، بحسب مصادر مطلعة. وكتبت شاهين على منصة "إكس" أن هذا الاتفاق "هو أفضل طريق لتحقيق هدفين أساسيين: إعادة فتح الحكومة وتمديد إعانات التأمين الصحي".

لكن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، صوت ضد المشروع، في وقت عبر عدد من الديمقراطيين عن استيائهم من مسار المفاوضات. وهاجم النائب رو خانا على "إكس" أداء شومر قائلا "إذا لم يتمكن من قيادة معركة لوقف ارتفاع أقساط التأمين الصحي، فعلام سيقاتل؟".

ويأتي التصويت في اليوم الأربعين من الإغلاق الذي عطل قطاعات حيوية كالمساعدات الغذائية والمتنزهات العامة والنقل الجوي، في حين تهدد أزمة نقص المراقبين الجويين بتعطيل حركة السفر خلال عطلة عيد الشكر نهاية الشهر.

وقال السيناتور الجمهوري ثوم تيليس إن "الضغوط المتزايدة من آثار الإغلاق دفعت المجلس إلى التوصل لاتفاق"، محذرا من أن استمرار الإغلاق قد يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي في الربع الأخير من السنة.

وفي الأثناء، واصل الرئيس ترامب الدعوة إلى استبدال إعانات التأمين الصحي الحالية بمدفوعات مباشرة للأفراد لشراء التأمين بأنفسهم، وكتب على منصة "تروث سوشيال" أن تلك الإعانات "هبة لشركات التأمين وكارثة على الشعب الأمريكي"، مؤكدا استعداده للتعاون مع الحزبين بعد إعادة فتح الحكومة.

تجدر الإشارة إلى أن الدعم الحكومي ضمن قانون الرعاية الصحية، الذي ساهم في مضاعفة عدد المسجلين في النظام إلى نحو 24 مليون شخص منذ 2021، من المقرر أن ينتهي مع نهاية هذا العام، ما يهدد بارتفاع أقساط التأمين بشكل حاد ابتداء من 2026.