الخميس، 21 أغسطس 2025

داخل 40 ساعة من العنف والخوف بينما يطارد مسلح سياسيين في مينيسوتا


أكدت وثيقة فدرالية أن المشتبه به جون بويلتر أطلق عدة طلقات نارية أثناء تقدمه نحو منزل عائلة هورتمان، قبل أن يدخل المنزل ويطلق وابلا آخر من الرصاص. وعند وصول الشرطة، وجدوت مارك هورتمان مصابا بجروح خطيرة عند المدخل، فيما كانت زوجته ميليسا تعاني من إصابات بالغة داخل المنزل. ولم تلبث الضحيتان أن فارقتا الحياة.

خلف بويلتر وراءه سيارته التي احتوت على قائمة بأسماء مستهدفة وخمسة أسلحة على الأقل. كما عثرت الشرطة على القناع الذي كان يرتديه والمسدس الذي استخدمه في الجريمة. واعتقدت السلطات أنه فر سيرا على الأقدام.

في حوالي الساعة 6:18 صباحا، ظهرت رسالة غامضة في مجموعة واتساب عائلية كتبها بويلتر يقول فيها: "الأب خاض الحرب الليلة الماضية". وقد تمكنت الشرطة من الوصول إلى هذه الرسالة بعد تتبع هاتف زوجته التي عثر عليها لاحقاًداخل سيارة مع أطفالها، وبحوزتها مسدسان وحوالي 10 آلاف دولار نقدا وجوازات سفر.

في رسالة أخرى، كتب بويلتر لزوجته معبرا عن ندمه: "الكلمات لن تعبر عن مدى أسفي... سيأتي أناس مسلحون إلى المنزل، ولا أريدكم أن تكونوا هناك". كما تواصل مع اثنين من زملائه في السكن في مينيابوليس، معبرا عن تشاؤمه من مصيره: "قد أموت قريبا، لذا أردت أن أخبركم أنني أحبكم، وليت الأمور لم تصل إلى هذا الحد"، وفقا لصديقه المقرب بول شرويدر.

أفاد مقربون من بويلتر بأنه كان يعاني من ضائقة مالية في السنوات الأخيرة. ففي عام 2023، عمل في خدمة نقل الموتى، قبل أن يفقد وظيفته قبل أربعة أشهر من الحادث.

بعد ساعات من الجريمة، شهدت شوارع المنطقة انتشارا مكثفا لقوات الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي. كما تم إرسال تنبيهات عاجلة إلى هواتف السكان تحذر من وجود مسلح خطير، مع حثهم على عدم الاقتراب منه. ونصبت حواجز طرقية لفحص جميع السيارات الخارجة من المنطقة، خشية أن يكون بويلتر قد اختبأ في إحداها.

في حوالي الساعة السابعة صباحا، ظهر بويلتر عند محطة حافلات في شمال مينيابوليس، حيث اقترب من شخص غريب وعرض عليه شراء دراجته الكهربائية. وبعد رحلة مشتركة بالحافلة إلى منزل الرجل، اشترى بويلتر الدراجة والسيارة من نوع بويك. ثم توجه إلى أحد البنوك في روبنزديل حيث سحب 2200 دولار من حسابه المصرفي، بينما كانت كاميرات المراقبة تلتقط صورته وهو يرتدي قبعة رعاة البقر المميزة.

في الساعات الأولى من يوم الأحد، تلقى رجال الشرطة بلاغا عن شخص يركب دراجة كهربائية قرب بلدة جرين آيل، حيث تملك عائلة بويلتر منزلا فاخرا. وبعد فترة، عثر على سيارة البويك مهجورة، بداخلها القبعة التي كان يرتديها، بالإضافة إلى رسالة خطية موجهة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي اعترف فيها بأنه "المطلوب في عمليات إطلاق النار في مينيسوتا".

مع حلول الليل، تمكنت الشرطة من محاصرة بويلتر بعد أن رصده أحد الضباط وهو يفر نحو منطقة غابات. واستسلم المشتبه به أخيرا، حيث زحف باتجاه رجال الشرطة الذين قاموا بتكبيله واعتقاله.

يواجه بويلتر الآن تهما جنائية خطيرة تشمل القتل العمد والملاحقة الجنائية، التي قد تؤدي إلى عقوبة الإعدام في حال إدانته. وقد عينت المحكمة محاميا فدراليا للدفاع عنه بعد أن أعلن عدم قدرته على تحمل تكاليف المحاماة، فيما تستعد السلطات لمحاكمته المقررة الأسبوع المقبل.

أثارت هذه الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية، حيث بدأ العديد من المسؤولين بإزالة عناوين منازلهم من المواقع الرسمية، فيما تجري نقاشات حول ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية أعضاء المجالس التشريعية.

من جهتها، نشرت السيناتورة إيمي كلوبوشار رسالة مؤثرة من إيفيت هوفمان، إحدى الناجيات من الحادث، التي قالت فيها: "جون يخضع الآن لسلسلة من العمليات الجراحية بعد أن أصيب بتسع طلقات، بينما أصبت أنا بثماني طلقات. نحن محظوظون لكوننا على قيد الحياة، لكننا مدمرون لفقداننا ميليسا ومارك".