الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

عمر هلال: مبادرة الحكم الذاتي رسالة حسن نية لبناء الثقة مع الجزائر


أكد الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة أن تقديم المملكة لمبادرة الحكم الذاتي سنة 2007 جاء استجابة لاعتبارات استراتيجية وإنسانية واضحة، موضحا في تصريح لهيئة "بي بي سي عربي" أن المغرب "يسعى من خلال هذه المبادرة إلى بناء علاقات حسن جوار مع أشقائنا الجزائريين، وحل مشكلة عطلت تنمية المغرب العربي لنحو نصف قرن، وتمكين إخواننا في مخيمات تندوف من العودة إلى أسرهم ومدنهم".

وشدد عمر هلال على أن مبادرة الحكم الذاتي "تعبير عن حسن نية من جانب المغرب"، مذكرا بأن الموقف المغربي كان في البداية مقتصرا على تأكيد مغربية الصحراء دون مناقشة أي خيار آخر، غير أن تدخل الأمم المتحدة ودول صديقة تربطها بالمغرب علاقات قوية شجع المملكة على الانخراط في مسار سياسي يرضي جميع الأطراف، ويتيح للجزائر حفظ ماء الوجه، ويمكن المجموعة المسلحة فوق أراضيها من العودة إلى الصحراء.

وأوضح هلال أن المغرب كان بإمكانه منذ سنوات تفعيل الحكم الذاتي بشكل أحادي، "لكننا نريد حلا تحت رعاية الأمم المتحدة"، مضيفا أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي "لا يتحقق إلا عبر إطار أممي وبعد اعتماد قرار جديد من مجلس الأمن يكرس اتفاقا ملزما لجميع الأطراف".

وبخصوص المبادرة الأمريكية الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، أبدى هلال قدرا من التحفظ، مشيرا إلى أن الملف بيد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وصاحب إعلان المبادرة في أكتوبر الماضي. وقال: "ليس لدي شخصيا أي معلومات حول هذا الموضوع"، لكنه نوه بمسعى إدارة الرئيس ترامب "المهتمة بالأمن والاستقرار الإقليميين وبالتعاون بين المغرب والجزائر، والراغبة في طي صفحة الخلافات". وأكد أن المغرب "منفتح على كل الوساطات".

واستغل هلال المناسبة لتوجيه رسالة واضحة إلى زعيم الانفصاليين الذي يكثر من التهديدات، قائلا إن "إبراهيم غالي يعرف جيدا رد المغرب على أفعاله، وحدودنا ومواطنونا محميون". وذكر بأن الملك محمد السادس أكد للأمين العام للأمم المتحدة في نونبر 2020 أن المغرب ملتزم بوقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، "لكنه يحتفظ بحقه في الدفاع عن مواطنيه وحدوده" بعد إعلان الجبهة يوم 13 نونبر 2020 شروعها في "الحرب" ضد المملكة.

وتعكس هذه المواقف ما أصبح يشكل جوهر السياسة المغربية الراهنة: انفتاح تجاه الجزائر في كل ما يخدم إعادة بناء الثقة، وحزم كامل إزاء أي تهديد يصدر عن البوليساريو، في سياق مساع أمريكية لتهيئة مناخ يسمح بإمكانية انفراج مغاربي مستقبلا، مقابل تأكيد ثابت بأن أمن التراب الوطني خط أحمر غير قابل للمساومة.