الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مؤتمر المناخ COP30 ببيليم يختتم وسط انقسام وغياب نقاش حول الوقود الأحفوري


اختتمت نهاية هذا الأسبوع فعاليات الدورة الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة بيليم البرازيلية، وسط تقييمات واسعة اعتبرت الدورة "غير منتجة" و"شديدة الانقسام"، بعدما غادر العديد من المشاركين القاعة دون تحقيق أغلب مطالبهم.

وأفادت تقارير متطابقة بأن أبرز ما أثار الإحباط خلال المؤتمر هو غياب أي نقاش جدي حول الوقود الأحفوري، رغم مطالبة عدد من الدول، خصوصا من الاتحاد الأوروبي، بإجراءات ملموسة لتقليص الاعتماد عليه. ويأتي ذلك رغم أن ما يقارب ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية منذ عام 2020 ناتجة عن الفحم والنفط والغاز، في وقت تتوقع الوكالة الدولية للطاقة استمرار ارتفاع الطلب على هذه المصادر حتى سنة 2050، وهو ما يمثل مؤشرا مقلقا.

وحافظت الدول العربية الغنية بالنفط ودول أخرى تعتمد على الوقود الأحفوري على موقفها الرافض لأي خطط تمس مواردها. وقد عبّر وفد السعودية بوضوح عن هذا الموقف قائلا: "نحن نصنع سياستنا الطاقية في عاصمتنا وليس في عاصمتكم". وفي المقابل، التزمت الولايات المتحدة والصين، أكبر مصدرين لانبعاثات الكربون في العالم، الصمت، حيث قاطعت واشنطن المؤتمر بالكامل، فيما اتخذت بكين موقفا منخفض الحضور.

حضر المغرب بقوة في فعاليات المؤتمر، مدافعا عن مواقف واضحة تدعو إلى إجراءات عملية وجادة لمواجهة التحديات المطروحة. ودافع الوفد المغربي عن حماية المحيطات، مبرزا مبادرة "الحزام الأزرق" التي أطلقت خلال (COP22) في سنة 2026، بهدف وضع إطار قانوني صلب لتقليص الانبعاثات الكربونية في شمال إفريقيا، وحماية السواحل، وتشجيع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية بشكل مستدام.

ودعا رشيد الطاهري، المكلف بملف المناخ بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إلى "نقاش جاد ومنظم" يعكس حجم التحديات المطروحة. ويواصل المغرب العمل بثبات على تحقيق أهدافه في مجال الاستدامة، خصوصا في مشاريع الهيدروجين الأخضر وخطط إزالة الكربون.

وفي نهاية المطاف، انصب النقاش العام خلال المؤتمر حول الصياغة اللغوية لأي اتفاقات مستقبلية، بالإضافة إلى تعهدات بتمويل المزيد من اللقاءات والمؤتمرات المناخية في المستقبل.