في تطور يُظهر قدرة المجتمعات النائية على تبني حلول مبتكرة، نجحت قرية غالينا في ألاسكا في تقليل اعتمادها على وقود الديزل بنسبة كبيرة بعد تحولها إلى مصادر الطاقة المتجددة، مما خفض التكاليف الطاقية وقلل من الانبعاثات الضارة. تقع هذه القرية الصغيرة على ضفاف نهر يوكون، وكانت لسنوات تعتمد بشكل كامل على شحنات الديزل التي تصل عبر الطائرات أو الزوارق، وهي طريقة مكلفة وخطرة أحيانا بسبب تحدي الطقس القاسي.
بتمويل حكومي وبدعم من منظمات الطاقة النظيفة، قامت غالينا بتركيب توربينات رياح وأنظمة شمسية، مما ساعدها على خفض استهلاك الديزل بأكثر من 50%، وفقا للمسؤولين المحليين. يقول القرويون إن هذا التحول لم يوفر المال فحسب، بل عزز أيضاً استقرار إمدادات الطاقة، خاصة في فصل الشتاء عندما تصبح عمليات نقل الوقود صعبة ومكلفة.
وتعد غالينا واحدة من عشرات القرى في ألاسكا التي تسعى للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، حيث تصل تكلفة الكهرباء في بعض هذه المناطق إلى أضعاف المعدل الوطني بسبب صعوبة النقل. وتأمل القرية أن تكون نموذجا لتجمعات سكانية مماثلة، لا سيما مع تزايد الدعم الحكومي لمشاريع الطاقة الخضراء في المناطق القروية.
يذكر أن ألاسكا، رغم كونها أحد أكبر منتجي النفط في الولايات المتحدة، تواجه تحديات فريدة في توفير الطاقة للمناطق النائية. لكن نجاح غالينا يثبت أن الحلول المتجددة ممكنة حتى في أقسى الظروف، مما يفتح الباب أمام مستقبل أكثر استدامة لهذه المجتمعات.