يعيش نادي الرجاء الرياضي لحظات تاريخية بتحقيق خطوة غير مسبوقة في مساره، تمثلت في توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة "مرسى ماروك"، لتصبح الشركة المساهم الرئيسي في الهيكل الجديد للنادي، الذي تحول رسميا إلى شركة رياضية. وتمت مراسم التوقيع اليوم السبت بمقر أكاديمية النادي بضواحي الدار البيضاء، بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، ورئيس العصبة الاحترافية عبد السلام بلقشور، وعدد من الشخصيات الرياضية البارزة مثل فتحي جمال ومصطفى الحداوي، إلى جانب اللاعبين بانون وخفيفي ومكعازي الذين حضروا لدعم هذا التحول التاريخي.
وتضع الاتفاقية "مرسى ماروك" في موقع المساهم الأكبر بنسبة 60 في المائة من رأس مال الشركة، فيما تحتفظ الجمعية الرياضية للرجاء بنسبة 40 في المائة. وتم رفع رأس المال من 300 ألف درهم إلى حوالي 25 مليون درهم، عبر استثمار قدره 150 مليون درهم سيتم ضخه على ثلاث مراحل خلال ثلاثة مواسم. وشملت الوثائق الموقعة ميثاقا للمساهمين واتفاقية للاستثمار وميثاقا للحكامة، إضافة إلى اتفاقية تنظيمية تضبط العلاقة بين الشركة الجديدة والجمعية الرياضية وفق مقتضيات القانون 30.09.
هذا التحول يجعل الرجاء الرياضي أول ناد في المغرب يعتمد هيكلا مؤسساتيا بمساهمة شبه عمومية، في خطوة يُنظر إليها على أنها بداية عهد جديد في تسيير الأندية الوطنية، خصوصا على مستوى الشفافية المالية والحكامة الجيدة. ويواكب هذا الإنجاز اتفاق تاريخي مع إدارة الضرائب لتسوية الديون العالقة عن الفترة الممتدة من 2007 إلى 2024، ما جعل الجمعية في وضعية مالية وقانونية سليمة بالكامل، وهو ما يشكل قاعدة صلبة لانطلاقة جديدة.
وحظيت الخطوة بإشادة واسعة من مسؤولي كرة القدم الذين اعتبروها نموذجا لبقية الأندية المغربية في سعيها نحو تحديث هياكلها الإدارية والمالية. ومنح حضور شخصيات رياضية ولاعبين من داخل الفريق للحدث رمزية إضافية، في وقت ينتظر فيه جمهور الرجاء أن ينعكس هذا التحول الإداري على الأداء الرياضي وتحقيق الألقاب.