وقعت إسبانيا أمس الخميس في مدريد أربع عشرة اتفاقية تعاون مع المغرب، في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الجانبين بعد سنوات من البرود. ويأتي هذا التقارب في خضم الزخم الذي راكمه المغرب بشأن قضيته الأولى، قضية الصحراء المغربية.
وتحسنت العلاقات بين البلدين منذ عام 2022، عقب تبني مدريد موقفا داعما لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو الموقف نفسه الذي تعلن كل من الولايات المتحدة وفرنسا تأييدهما له. واستقبل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز نظيره المغربي عزيز أخنوش في العاصمة مدريد لإجراء مباحثات ثنائية، قبل الإشراف على توقيع الاتفاقيات الجديدة.
وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات التعليم والرياضة والفلاحة والصيد البحري وإدارة الكوارث الطبيعية، وفق بيان صادر عن مكتب سانشيز، الذي أشار أيضا إلى أن إعلانا مشتركا جرى توقيعه أعاد التأكيد على "رغبة البلدين في تعزيز الحوار السياسي". وحث سانشيز الجانبين على استغلال "الفرص الاقتصادية والثقافية والاجتماعية" التي يتيحها تنظيم كأس العالم 2030، الذي ستحتضنه إسبانيا والمغرب إلى جانب البرتغال.
ولم يتطرق البيان إلى قضية الصحراء المغربية، في وقت يسعى فيه المغرب إلى استلام إدارة مجاله الجوي الذي تتحكم فيه إسبانيا انطلاقا من جزر الكناري. كما يبرز ملف الهجرة غير النظامية كأحد أهم مجالات التعاون، إذ يعد المغرب شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي في إدارة تدفقات الهجرة، بالنظر إلى الحدود البرية الوحيدة التي تجمع أوروبا بإفريقيا عبر مدينتي سبتة ومليلية.
وكان وزير التجارة المغربي رياض مزور قد أكد في تصريح لصحيفة "إل موندو" أن المغرب "يبذل كل الجهود" للتصدي للهجرة غير الشرعية.