تواجه مسابقة الأوروفيزيون احتمال ضغط مالي كبير بعد إعلان إسبانيا وهولندا وإيرلندا وسلوفينيا انسحابها من دورة العام المقبل احتجاجا على مشاركة إسرائيل. هذا القرار جاء تتويجا لخلاف تصاعد خلال الدورتين السابقتين، عقب تهديدات من الدول الأربع بالانسحاب ما لم يستبعد المنظمون إسرائيل بسبب ما تعتبره تلك الدول تجاوزات في حربها ضد حركة حماس في غزة. ويمثل انسحاب إسبانيا، إحدى الدول الخمس الممولة الرئيسية للمسابقة، إضافة إلى انسحاب دولتين من أكثر البلدان الأوروبية ثراء، ضربة قد تؤثر على عائدات الرعاية ونسب المشاهدة لحدث يستقطب ملايين المتابعين حول العالم.
وستستضيف النمسا دورة ماي المقبلة، إذ أكدت شبكة ORF أن خسارة الدول الأربع ستترك أثرا واضحا، لكنها لن تعطل إقامة المسابقة. وقال مدير الشبكة رولاند فايسمان إن غياب هذا العدد "عبء مالي بلا شك"، لكنه شدد على أن الأمر كان متوقعا مسبقا وأخذ في الحسبان. وعلى الرغم من الضغوط، رفض أعضاء اتحاد البث الأوروبي خلال اجتماعهم الخميس دعوات التصويت على استبعاد إسرائيل، واعتمدوا بدلا من ذلك قواعد جديدة تهدف إلى الحد من تدخل الحكومات في مجرى المسابقة. ويرى خبراء كالباحث بول جوردان أن الوضع "أصبح مسموما"، معتبرا أن استمرار الجدل سيؤثر على ميزانية الحدث وجمهوره.
في المقابل، اعتبرت دانا إنترناشونال، الفائزة الإسرائيلية بدورة 1998، أن المقاطعة "إهانة"، مؤكدة أنه "لا يجوز معاقبة شعب بأكمله بسبب خلاف سياسي مع حكومته". أما بول هارينغتون، الفائز الأيرلندي بدورة 1994، فاعتبر أن المسابقة لطالما وجدت نفسها في قلب النقاش السياسي رغم رغبتها في الابتعاد عنه.
وتشير بيانات الأوروفيزيون إلى أن تمويل المسابقة يعتمد أساسا على مساهمات هيئات البث المشاركة والجهة المضيفة والرعاة، من دون الكشف عن تفاصيل المدفوعات الخاصة بكل بلد. وتوزع المساهمات بين نحو أربعين جهة بث، وفق مبدأ أن الدول الأقوى اقتصاديا تتحمل الجزء الأكبر، إضافة إلى دعم يتراوح بين عشرة وعشرين مليون يورو تقدمه الجهة المضيفة. كما تطعم المدينة المنظمة ميزانية الحدث بموارد إضافية من تذاكر الجمهور والرعاية والتصويت والمنتجات المرتبطة بالمسابقة.
وقد تابع نحو 5.8 ملايين مشاهد في إسبانيا دورة 2025، فيما جذب الحدث 3.4 ملايين متابع في هولندا، وفق بيانات هيئتي RTVE وAvroTros. ولم تكشف المؤسستان عن حجم مساهماتهما المالية. وفي المقابل، صرحت هيئة RTE الأيرلندية بأنها دفعت رسما سنويا للاتحاد الأوروبي للبث قدره 100,270 يورو للمشاركة. ويؤكد مدير المسابقة مارتن غرين أن الوضع المالي مستقر، وأن تراجع الجمهور المحتمل يمكن تعويضه بعودة بلغاريا ورومانيا ومولدوفا العام المقبل. غير أن تعداد سكان الدول الأربع المنسحبة يفوق بأكثر من ضعفين ونصف سكان الدول الثلاث العائدة، إضافة إلى تفوق كبير في الثقل الاقتصادي.