شهد إقليم أتشي تامياغ في جزيرة سومطرة مشاهد مؤلمة السبت، حيث اضطر السكان إلى تسلق جذوع الاشجار المبللة وقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي ضربت الجزيرة خلال هذا الشهر إلى أكثر من تسعمئة قتيل. وأظهرت بيانات رسمية أن الكارثة الناتجة عن العواصف المدارية التي اجتاحت ثلاث محافظات في سومطرة، من بينها أتشي، أسفرت حتى السبت عن وفاة 908 أشخاص وفقدان 410 آخرين، بينما امتدت آثار العاصفة إلى جنوب تايلاند وماليزيا حيث لقي نحو مئتي شخص مصرعهم.
وفي أتشي تامياغ على الساحل الشمالي الشرقي لسومطرة، قال ناجون إنهم قطعوا أكثر من ساعة مشيا عبر طرق موحلة مليئة بالأخشاب المتناثرة والسيارات المنقلبة للوصول إلى نقطة المساعدات التي يديرها متطوعون. وشوهد المتطوعون وهم يوزعون ملابس نظيفة ويوفرون شاحنة مياه صالحة للشرب لملء القنينات البلاستيكية.
وأوضح ديمس فيرمانسياه، وهو تلميذ يبلغ من العمر أربعة عشر عاما في مدرسة دينية، أن المنطقة باتت معزولة بالكامل بعد انقطاع الطرق، وأن الطلاب بقوا داخل المدرسة لمدة أسبوع يعتمدون خلاله على ما يجدونه من غذاء ويغليون مياه الفيضانات للشرب. وقال: "بقينا هناك نحو أسبوع، ونطالب الحكومة بأن تأتي إلى هنا لتعاين حجم الكارثة بنفسها".
ومع تفاقم الوضع، دعت سلطات محلية في سومطرة الحكومة المركزية في جاكرتا إلى إعلان حالة الطوارئ وطنيا حتى يتسنى توفير موارد إضافية لعمليات الإنقاذ والإغاثة. لكن الرئيس برابوو سوبيانتو صرح في وقت سابق من الأسبوع بأن الوضع يشهد تحسنا وأن الآليات الحالية كافية.
وفي موازاة ذلك، حملت منظمات بيئية عمليات إزالة الغابات المرتبطة بالتعدين وقطع الأخشاب مسؤولية تفاقم آثار الفيضانات، وكشفت عن تحقيقات تجريها الحكومة بحق شركات يشتبه في أنها أزالت مساحات شاسعة من الغابات في المناطق المتضررة. وأعلنت وزارة البيئة أنها أوقفت مؤقتا أنشطة تلك الشركات، وأنها ستلزمها بإجراء تدقيقات بيئية.
وتشمل القائمة شركة "نورث سومطرة هيدرو إنرجي" التي تشغل محطة طاقة كهرومائية بتمويل صيني بقدرة 510 ميغاوات في منطقة باتانغ تورو، وشركة "أجينكورت ريسورسز" التي تدير منجم الذهب "مارتابي" في المنطقة نفسها. وأشارت الوزارة إلى أن المسوحات الجوية أظهرت أن عمليات إزالة الغابات في باتانغ تورو قد تكون ساهمت في تضخم حجم الفيضانات.