انطلقت مؤخرا تدريبات "أطلس هاند شيك" البحرية المشتركة بين البحرية الملكية المغربية والبحرية الأمريكية، في إطار جهود تعزيز الأمن البحري الإقليمي وتطوير التعاون العسكري الثنائي. تمثل هذه التدريبات خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات العملياتية للبحريتين في مواجهة التحديات الأمنية والتهديدات التي قد تواجه طرق الملاحة البحرية الحيوية. إذ أن هذه التدريبات البحرية المشتركة تعكس قوة الشراكة العسكرية المغربية‑الأمريكية.
وأكد السفير الأمريكي بالمغرب، ديوك بوكان، أن الشراكة العسكرية مع المغرب قوية ومتنامية، ما يعكس التزام واشنطن بدعم الاستقرار الإقليمي وحماية الموارد البحرية. ولفت إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم المغرب وشركائه الأفارقة لضمان أمن التجارة البحرية العالمية، وهو ما يبرز أهمية التدريبات ليس فقط على الصعيد الثنائي، بل أيضا في إطار الأمن الإقليمي والدولي.
ويظهر جليا أن هذه الخطوة تتجاوز التدريب التقليدي، لتشكل رسالة واضحة حول جاهزية المغرب والولايات المتحدة للتعاون في مكافحة التهريب، القرصنة، والتهديدات البحرية العابرة للحدود. كما تعكس هذه الشراكة استراتيجية المغرب في الانفتاح على التعاون الدولي لتعزيز قدراته الدفاعية البحرية، بما يسهم في حماية المصالح الوطنية والأفريقية المشتركة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
من جهة أخرى، فإن تنظيم مثل هذه التدريبات يعكس طموح المغرب ليكون لاعبا فاعلا في الأمن البحري الإقليمي، ويعزز دوره كحلقة وصل بين القارة الأفريقية والدول الشريكة، بما يسهم في استقرار التجارة البحرية وحماية خطوط الإمداد الحيوية.
لذا فتدريبات "أطلس هاند شيك" تمثل نموذجا ناجحا للتعاون العسكري متعدد الأبعاد، الذي يجمع بين التدريب العملي وتبادل الخبرات، ويعزز من قدرة المغرب والولايات المتحدة على مواجهة التحديات البحرية المشتركة، بما يحقق مصالح اقتصادية وأمنية استراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي.