الخميس، 21 أغسطس 2025

ارتفاع مداخيل السياحة ب %9.6 وعدد السياح الأجانب ب %19 خلال النصف الأول من هذه السنة


شهد قطاع السياحة في المغرب نموا ملحوظا خلال النصف الأول من هذه السنة، مما مكنه من تحقيق عائدات تجاوزت 54 مليار درهم مع نهاية شهر يونيو، وفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وسجلت مداخيل السياحة خلال النصف الأول من العام ارتفاعا بنسبة 9.6% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يعكس جاذبية المغرب كوجهة سياحية مفضلة وقدرة القطاع على توفير موارد مهمة من العملة الصعبة لدعم الاقتصاد الوطني.

واعتبرت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور هذا النمو مؤشرا على تعزيز موقع المغرب كوجهة عالية القيمة المضافة، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في الترفيه السياحي باعتباره رافعة أساسية لتحفيز الإنفاق وإطالة مدة الإقامة وتعزيز ولاء السياح للمنتوج المغربي.

وواصل قطاع السياحة زخمه الإيجابي في عام 2025، بعد أن عرف عام 2024 ارتفاعا كبيرا في عدد السياح بنسبة 14% مقارنة بالعام الذي سبقه، مع تسجيل زيادات ملحوظة هذه السنة في أعداد الوافدين من عدة دول أوروبية، منها المملكة المتحدة بنسبة 45% وإيطاليا بنسبة 47% وبلجيكا بنسبة 36%. هذا الإقبال يعزى إلى تنوع العرض السياحي الذي يضم الشواطئ الممتدة على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وسلاسل جبال الأطلس الكبير، والمدن التاريخية مثل مراكش وفاس، إلى جانب المناخ المعتدل وكرم الضيافة المغربية.

وساهمت الخطط الوطنية لتحسين جودة الأداء السياحي بدورها في استدامة النمو، إذ ارتفعت عائدات السفر إلى 54 مليار درهم بنهاية يونيو 2025، بزيادة قدرها 4.7 مليارات درهم مقارنة بالسنة الماضية، مدفوعة بارتفاع عدد السياح الأجانب بنسبة 19%. وتعكس هذه المؤشرات نتائج الجهود المبذولة لتعزيز الربط الجوي وحملات الترويج وطنيا ودوليا ضمن خارطة الطريق 2023-2026.

وتسعى هذه الدينامية إلى تعزيز العائدات الاقتصادية عبر خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مختلف مناطق المملكة، مما يرسخ طموح المغرب في أن يصبح وجهة سياحية عالية القيمة المضافة من خلال الاستثمار في البنية التحتية وفي مجالات الترفيه التي تمنح السياح تجارب فريدة ولا تُنسى.

كما يمثل تنظيم كأس العالم 2030 محطة بارزة ستعزز الأثر الاستراتيجي للسياحة المغربية، خاصة وأن المغرب يستقبل حاليا 51% من السياح الدوليين و49% من مغاربة العالم، ما مكنه من بلوغ أهداف خارطة الطريق المحددة لعام 2026 قبل عامين من موعدها.

ويتم دعم هذا الزخم عبر مبادرات استراتيجية مثل برنامج "Go Siyaha" الذي يركز على إحداث تجارب سياحية جديدة في مختلف المناطق، وحاضنات متخصصة في فنون الطهي المغربية والخدمات الرقمية والترفيه الإلكتروني، وبنك المشاريع الجهوية الذي يضم 900 مشروع جاهز للاستثمار. كما يتم تعزيز استخدام التقنيات الرقمية لزيادة جاذبية المغرب سياحيا، وتطوير سلاسل سياحية جديدة مثل "البحر" و"الطبيعة والاكتشاف"، وإنشاء منتزهات طبيعية ومتنزهات ترفيهية في عدة جهات، وذلك من أجل تنويع الابتكار السياحي وتعزيز تنافسية المغرب في السوق العالمية.