الخميس، 21 أغسطس 2025

دراسة جدوى ألمانية لنفق المغرب-إسبانيا: خطوة جديدة نحو مشروع استراتيجي تاريخي


حصلت شركة ألمانية على عقد لإجراء دراسة جدوى لإنشاء نفق سككي تحت البحر يربط بين المغرب وإسبانيا، في مؤشر جديد على إمكانية إحياء المشروع الذي ظل معلقا لعقود. النفق، في حال إنجازه، سيكون من بين الأطول في العالم، وسيساهم في تسريع وتخفيض تكلفة نقل البضائع والمسافرين بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي.

فكرة الربط الدائم بين البلدين، سواء عبر نفق أو جسر، تعود إلى عام 1980، لكنها واجهت تحديات تقنية وتكلفة مالية عالية حالت دون تحقيقها. إلا أن المغرب وإسبانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، أظهرا هذه المرة عزما أكبر على المضي قدما، خصوصا في ظل تنظيم البلدين إلى جانب الرتغال فعاليات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030.

شركة "سيسيغسا" الإسبانية، المملوكة للدولة والمكلفة بالمشروع، تعاقدت مع شركة "هيرينكنخت إيبركا"، التابعة للشركة الألمانية "هيرينكنخت"، لإنجاز الدراسة. وأوضحت الشركة الألمانية أن النفق سيعبر مضيق جبل طارق حيث يبلغ عرضه في أضيق نقطة 13 كيلومترا، لكن طبيعة التضاريس والجيولوجيا فرضت مسارا أطول. وقد سبق لـ"سيسيغسا" أن استبعدت خيار الجسر عام 1996.

المسار المقترح، المسمى "روتا دي أومبرال"، يشمل نفقا بطول 38.5 كيلومترا، منها 28 كيلومترا تحت البحر وعلى عمق يتراوح بين 175 و475 مترا تحت مستوى سطح البحر. ومن الجانب المغربي سيخرج النفق قرب مدينة طنجة، بينما سيكون منفذه الإسباني في مقاطعة قادس جنوب البلاد.

وللمقارنة، فإن نفق المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا يبلغ طوله 50 كيلومترا منها 38 كيلومترا تحت الماء، وأعمق نقطة فيه لا تتجاوز 75 مترا تحت سطح البحر، أي أنه أقل عمقا بكثير من النفق المقترح بين المغرب وإسبانيا.

وقالت متحدثة باسم "هيرينكنخت": "مضيق جبل طارق يمثل نقطة اختناق في حركة المرور بين شمال إفريقيا وأوروبا، وإن إنشاء النفق سيزيد بشكل كبير من كفاءة نقل البضائع والمسافرين. لكن المشروع يطرح تحديات هائلة على المستوى التقني واللوجستي، ودراسة الجدوى تهدف إلى تحديد مدى إمكانية تجاوز هذه التحديات والحلول المطلوبة لذلك".

ووفق "سيسيغسا"، فإن النفق سيكون مشابها لنفق المانش، إذ سيتكون من مسارين أحاديي الاتجاه لقطارات سريعة مخصصة لنقل المسافرين والبضائع، فيما ستتمكن الشاحنات والسيارات من الصعود على متن القطارات لعبور المضيق.