الخميس، 21 أغسطس 2025

في ظل تفاقم موجات الحر.. كيف تحافظ على سلامتك؟


مع تزايد حدة التغير المناخي، باتت موجات الحر أكثر شدة وتكرارا، ولا يبدو أن هذا الاتجاه سيتوقف قريبا. فقد أدى الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما جعل المناطق الحارة أصلا تواجه أوضاعا أكثر حدة.

لكن موجات الحر لا تعني فقط إلغاء الفعاليات أو البقاء في الظل، بل تمثل تهديدا صحيا خطيرا، خاصة للأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

فيما يلي نصائح للحفاظ على سلامتك خلال فترات الحرارة الشديدة:

كيف تبرد جسمك في موجات الحر؟

تحذر آشلي وارد، مديرة "مركز سياسات الحرارة المبتكرة" بجامعة ديوك، من أن درجات الحرارة المرتفعة ليلا قد تكون أكثر خطورة من ساعات النهار.

وتوضح: "يحتاج الجسم إلى فترة راحة. وعندما لا تنخفض درجات الحرارة ليلا، نبدأ اليوم التالي بحالة إنهاك". وقد يؤدي ذلك إلى تراجع إنتاجية العمل وارتفاع عدد الحالات الطارئة في المستشفيات.

وتضيف: "عندما تبقى درجات الحرارة فوق 24 درجة مئوية ليلا، تبدأ النتائج في أن تكون خطيرة، وتشمل أمراضا مثل الإنهاك الحراري وضربات الشمس، بل وحتى الوفاة".

الحل الأمثل، بحسب وارد، هو اللجوء إلى التكييف. لكن البيانات الرسمية قد تبالغ في تقدير عدد المنازل التي تتوفر فيها مكيفات. لذا تنصح، في حال عدم القدرة على تبريد المنزل بأكمله، بتخصيص "زاوية باردة" للنوم، كي يتمكن الجسم من استعادة نشاطه.

في المناطق الجافة، يمكن استخدام أجهزة التبريد التي تشتغل بالبخار، المعروفة باسم "مبردات المستنقعات"، لكن في المناطق الرطبة يُفضل استخدام المراوح فقط لأنها لا تزيد من نسبة الرطوبة في الهواء.

وفي حال عدم توفر التكييف المنزلي، يمكن التوجه إلى أماكن عامة مكيفة مثل دور السينما، المراكز التجارية، والمكتبات. كما أن بعض المدن توفر أيضا مراكز تبريد مؤقتة في أوقات الحر الشديد.

من جهته، يشير "المجلس الوطني للشيخوخة" في الولايات المتحدة إلى أن برنامج المساعدة في الطاقة للأسر ذات الدخل المنخفض يمكن أن يوفر دعما لشراء أجهزة تكييف؛ كما تقدم منظمات محلية أخرى مساعدات مماثلة.

متى تصبح الحرارة خطرا؟

يشير الخبراء إلى أن درجة الحرارة وحدها لا تكفي لتحديد مدى الخطورة. فالقياس الأدق هو ما يُعرف باسم درجة حرارة الكرة الرطبة الكروية (WBGT)، والتي تأخذ بعين الاعتبار درجة الحرارة والرطوبة والرياح والغطاء السحابي.

في المقابل، يُعد مؤشر الحرارة (Heat Index) أقل دقة، إذ يعتمد فقط على الحرارة والرطوبة، لكنه أكثر انتشارا في تطبيقات الطقس.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون الوقوف في ملعب مظلل في فينيكس الجافة بدرجة 32 مئوية أقل خطورة من التواجد في متنزه مكشوف في مدينة ليتل روك الرطبة بدرجة 27 مئوية.

ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن التعرض المطول لدرجات حرارة تصل إلى 36 مئوية مع 45% رطوبة يقع ضمن نطاق الخطر، خاصة عند بذل مجهود بدني كبير.

وتُظهر دراسات حديثة أن حتى الشباب الأصحاء قد لا يتحملون التعرض لحرارة ورطوبة مرتفعة لعدة ساعات.

علامات الإنهاك الحراري وضربات الشمس

تختلف أعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة من شخص إلى آخر، وقد تُفاقمها بعض الأدوية أو الحالات الصحية المزمنة.

المؤشرات الأولية تشمل: العرق الغزير، التشنجات العضلية، الصداع المفاجئ.

وعند ظهور هذه الأعراض، يجب التوقف فورا عن النشاط، واللجوء إلى التبريد، مثل رش الماء البارد أو الدخول إلى مكان مكيف.

مع تقدم الحالة، قد تظهر أعراض الإنهاك الحراري، مثل: تسارع نبضات القلب، والإحساس بالدوار

أما ضربة الشمس، فهي الأخطر، وتشمل أعراضا مثل: الارتباك، وتلعثم الكلام، وفقدان الوعي.

ويحذر الأطباء من تجاهل هذه الأعراض، مؤكدين أن الوقت المناسب للاتصال بالإسعاف هو عند الشعور بأن الفرد تجاوز حدود تحمل جسمه للحرارة. لذا فهم يحثون الناس على ألا يترددوا في طلب المساعدة الطبية.