الخميس، 21 أغسطس 2025

وزير المالية الإسرائيلي سموتريش يطالب بخطة أشد لغزة وسط تحذيرات من "فيتنام" جديدة


طالب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن خطته لاقتحام مدينة غزة واستبدالها بخطة أكثر صرامة، في وقت حذرت فيه إيطاليا من أن هذه العملية قد تتحول إلى "فيتنام" جديدة للجيش الإسرائيلي.

وتهدف خطة نتنياهو، التي أقرها مجلسه الوزاري الأمني المصغر بأغلبية يوم الجمعة، إلى توسيع العمليات العسكرية في القطاع المدمر من أجل هزيمة حركة حماس، لكن هذه الخطوة أثارت موجة واسعة من الانتقادات داخليا وخارجيا، حيث تظاهر الآلاف في تل أبيب للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، فيما أبدت عدة دول قلقها من تداعيات الخطة على تفاقم أزمة الجوع الحادة التي يعيشها الفلسطينيون.

سموتريش، الذي أبدى فقدانه للثقة في قدرة نتنياهو ورغبته في تحقيق النصر على حماس، قال في تسجيل مصور عبر منصة إكس إن الخطة الجديدة تهدف في حقيقتها إلى إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات حول وقف إطلاق النار، مضيفا أن رئيس الوزراء ووزراء حكومته يكررون "المزيد من الشيء نفسه" في إشارة إلى أن الجيش سبق وأن دخل مدينة غزة ولم يتمكن من هزيمة الحركة. اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي يضغط باتجاه احتلال كامل للقطاع وضم أجزاء واسعة منه وتهجير معظم سكانه الفلسطينيين، في حين حذرت المؤسسة العسكرية من أن أي توسع عسكري قد يعرّض حياة الأسرى المتبقين لدى حماس، والذين يقدر عددهم بنحو 20، فضلا عن جنود الجيش الإسرائيلي، للخطر.

واعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المؤيد بدوره لخطط الاحتلال الكامل، أن خطة السيطرة على مدينة غزة جيدة بشرط أن تكون خطوة أولى نحو أهداف أوسع. من جانبها، حذرت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني من تجاهل تحذيرات الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن "غزو غزة قد يتحول إلى فيتنام بالنسبة للجنود الإسرائيليين"، وداعيا إلى مهمة دولية بقيادة دول عربية لإعادة توحيد الدولة الفلسطينية، مع استعداد بلاده للمشاركة في ذلك.

وكان مجلس الأمن الدولي يستعد لمناقشة الخطة الإسرائيلية وتأثيرها المحتمل على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، في ظل ضعف الحماس لدى الدول العربية لإرسال قواتها. وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة بسبب تفشي الجوع والعطش في غزة، ما دفعها للإعلان عن إجراءات جديدة تدعي أنها لتسهيل توزيع المساعدات. حيث قال الجيش الإسرائيلي إن محتويات نحو 1900 شاحنة مساعدات تم توزيعها الأسبوع الماضي من جانبي معبري كرم أبو سالم وزيكيم، لكن الأمم المتحدة تؤكد أن القطاع بحاجة إلى كميات أكبر بكثير.

وتتواصل المأساة الإنسانية في غزة، إذ قتل فتى يبلغ 14 عاما يوم السبت جراء سقوط صندوق مساعدات جوي على خيمته في وسط القطاع، لترتفع حصيلة القتلى جراء عمليات الإسقاط الجوي إلى 23 شخصا منذ بدء الحرب قبل نحو عامين، بحسب سلطات غزة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة، ليرتفع عدد الوفيات من هذه الأسباب إلى 217 شخصا، بينهم 100 طفل.

ويشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، وتدمير معظم أرجاء القطاع. وفي أحدث التطورات الميدانية، أفاد مسعفون في غزة بأن نيران الجيش الإسرائيلي قتلت ستة فلسطينيين على الأقل يوم الأحد، أربعة منهم في غارة جوية على خان يونس، واثنان آخران أثناء تجمعهم بحثًا عن مساعدات في وسط القطاع، بينما لم يصدر الجيش تعليقًا فوريًا على هذه الأنباء.