الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

أخنوش يصل مدريد للمشاركة في الدورة 13 رفيعة المستوى بين المغرب وإسبانيا


وصل رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش صباح اليوم الخميس إلى العاصمة الإسبانية مدريد مرفوقا بعدد من الوزراء، للمشاركة في الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا. ويأتي هذا اللقاء في سياق دبلوماسي يطغى عليه التقارب السياسي بين البلدين، وحرصهما على تحويل هذا التقارب إلى برامج واقعية واتفاقيات تعاون تشمل مختلف القطاعات.

ومن المرتقب أن يتم توقيع أكثر من عشر اتفاقيات جديدة، تتوزع بين مجالات الاستثمار، التعليم، الطاقة، التعاون الأمني، والتنمية الاجتماعية. ويؤشر هذا الزخم على رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية، خاصة وأن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنتين الأخيرتين دينامية لافتة بعد تجاوز المرحلة التي اتسمت بتوتر دبلوماسي واضح.

وتحمل الزيارة أبعادا سياسية واقتصادية مهمة. فعلى المستوى السياسي، تعكس مشاركة رئيس الحكومة والوفد الوزاري الوازن رغبة الرباط في ترسيخ مسار الثقة وإرساء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. أما على المستوى الاقتصادي، فينظر إلى إسبانيا باعتبارها الشريك التجاري الأول للمغرب، وهو ما يجعل من تعزيز التعاون الاقتصادي خيارا استراتيجيا للطرفين، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المرتبطة بالمنافسة الصناعية والطاقة والتحولات الجيو-اقتصادية في المنطقة.

كما تضع الزيارة ملف الهجرة المنظمة والأمن الإقليمي في صلب النقاش بين الجانبين، خصوصا أن إدارة هذه الملفات باتت تتطلب تعاونا أكثر توازنا وفعالية بالنظر إلى حساسية المنطقة المتوسطية. ويتوقع أن تساهم هذه الدورة في إرساء آليات جديدة للتنسيق ضمن رؤية طويلة الأمد، بعيدا عن المقاربات الظرفية التي كانت تطبع التعامل مع هذه القضايا في السابق.

من خلال النظر إلى كل هذه المعطيات، يبدو أن زيارة أخنوش إلى مدريد لا تقتصر على البعد البروتوكولي، بل تحمل دلالات واضحة على أن البلدين يسعيان إلى بناء مرحلة أكثر استقرارا وفاعلية، قائمة على المصالح المتقاطعة والتعاون المتعدد الأبعاد. وهي خطوة تعكس مكانة العلاقات المغربية-الإسبانية كإحدى أهم الشراكات الإقليمية في غرب المتوسط، وأفقا مفتوحا أمام مزيد من المشاريع المشتركة التي يمكن أن تمنح هذا التقارب بعدا عمليا ملموسا.