مددت الولايات المتحدة والصين الهدنة التجارية بينهما لمدة 90 يوما إضافيا، لتجنب فرض رسوم جمركية ضخمة على السلع المتبادلة، في وقت تستعد فيه المتاجر الأميركية لزيادة مخزوناتها قبيل موسم الأعياد نهاية العام.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشل"، أنه وقع أمرا تنفيذيا يعلق زيادة الرسوم حتى العاشر من نونبر، مع الإبقاء على جميع عناصر الاتفاق الأخرى، فيما أصدرت وزارة التجارة الصينية قرارا مماثلا بتأجيل فرض الرسوم الإضافية على الشركات الأمريكية.
وكان من المقرر أن تنتهي الهدنة فجر الثلاثاء، ما كان سيؤدي إلى رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، والرسوم الصينية على السلع الأميركية إلى 125%، وهو ما كان سيعني شبه توقف للتجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. ووفق التمديد، ستبقى الرسوم الحالية على حالها: 30% على السلع الصينية و10% على السلع الأميركية.
جاء القرار في وقت حرج قبيل الزيادة الموسمية في الواردات خلال الخريف، ما يمنح السوق فرصة لتأمين منتجات مثل الإلكترونيات والملابس والألعاب بأسعار أقل. وأبدت الأسواق الآسيوية تفاؤلا بالخطوة، إذ ارتفعت الأسهم واستقرت العملات بعد فترة من الترقب.
وكانت واشنطن وبكين قد اتفقتا في ماي الماضي على هدنة مدتها 90 يوما بعد محادثات في جنيف، ثم التقى ممثلون عن البلدين مجددا في ستوكهولم في يوليوز، حيث أوصى المفاوضون الأميركيون بتمديد المهلة. وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الرسوم المزدوجة التي فرضها الطرفان في الربيع كانت غير قابلة للاستمرار.
ويرى مراقبون أن تمديد الهدنة يمنح الطرفين وقتا أكبر لمعالجة القضايا الخلافية، وسط مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، خاصة مع عمق الروابط التجارية بين البلدين. غير أن ملفات شائكة، مثل قيود واشنطن على التكنولوجيا وتجارة النفط الروسي، لا تزال تشكل تحديات أمام أي اتفاق شامل.