سجل المغرب إنجازا اقتصاديا جديدا، حيث تصدر قائمة موردي إسبانيا من الفواكه والخضر الطازجة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بقيمة صادرات بلغت 834 مليون يورو، محققا نموا سنويا قدره 30%، وفقا لبيانات رسمية إسبانية.
هذا الأداء المتميز وضع المغرب في موقع متقدم بفارق كبير عن الموردين الأوروبيين التقليديين، إذ جاءت فرنسا في المرتبة الثانية بـ 234 مليون يورو، مسجلة انخفاضا بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، بحسب أرقام الاتحاد الإسباني لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر (Fepex).
ورغم حفاظ فرنسا على الصدارة من حيث حجم الواردات بـ 549,07 طنا (بزيادة 11%)، فقد اقترب المغرب بقوة مسجلا 322,81 أطنان، أي بزيادة 26% في حجم الصادرات نحو السوق الإسبانية، مما يؤكد أن التقدم المغربي لا يقتصر فقط على قيمة الصادرات بل يشمل أيضا كميات التوريد.
وبلغت واردات إسبانيا الإجمالية من الفواكه والخضر الطازجة 2.66 مليار يورو حتى نهاية ماي، بزيادة سنوية قدرها 13%. وتجدر الإشارة إلى أن الدول من خارج الاتحاد الأوروبي استحوذت على 70% من قيمة السوق، أي ما يعادل 1.81 مليار يورو، وهو ما يبرز تفوق الموردين من شمال إفريقيا.
وتعكس هذه التحولات في أنماط الاستيراد التحديات التي تواجه المنتجين الإسبان، الذين يجدون صعوبة في منافسة الأسعار المنخفضة للموردين الدوليين. وقد دفع هذا الاتحاد الإسباني إلى تكثيف الضغط على البرلمان الأوروبي لمراجعة اتفاقيات التجارة مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد، وعلى رأسها المغرب.
ورغم الحملات الممنهجة من بعض الأوساط المهنية في إسبانيا ضد الصادرات المغربية، واصلت المملكة تعزيز حضورها في السوق الإسبانية، مدعومة بقدراتها التنافسية واستراتيجيتها الناجحة في التصدير، مما رسخ مكانتها كمورد استراتيجي للأسواق الأوروبية، مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب وخبرتها الزراعية وتكاليف الإنتاج المنافسة.