بعد أن غابت جبهة البوليساريو عن قمتي الصين–إفريقيا في بكين، وروسيا–إفريقيا في سان بيترسبورغ، تجد الجزائر نفسها أمام فرصة جديدة لمحاولة كسر سلسلة هذا الغياب عبر قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد 9)، المقررة ما بين 20 و22 غشت الجاري في مدينة يوكوهاما اليابانية.
وفي هذا السياق، جاءت خطوة الجزائر بإيفاد سفيرها الجديد في طوكيو توفيق ميلات وعقده لقاء مع نائب وزير الخارجية الياباني هيساشي ماتسوموتو. ورغم الطابع الاقتصادي المعلن للقاء، فإن التوقيت يشي بأبعاد أعمق. إذ تسعى الجزائر إلى تثبيت حضورها وتوظيف القنوات الدبلوماسية والضغط وحشد الدعم قبيل القمة لتوجيه الدعوة للبوليساريو من أجل الحضور للقمة اليابانية الإفريقية.
الموقف الياباني في هذا السياق يظل حساسا، إذ لا تعترف طوكيو بالبوليساريو، لكنها في كل مرة تقبل مشاركتها بداعي الإطار التنظيمي للقمة. ولتفادي التصادم، تلجأ اليابان إلى “صيغة التبرؤ” المعتادة: التأكيد العلني على عدم توجيه الدعوة للجبهة وعدم الاعتراف بها، مع الإبقاء على المسار التعاوني مع الاتحاد الإفريقي.
هذا التوازن يجعل قمة تيكاد 9 ساحة غير مباشرة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، حيث يسعى المغرب إلى تقليص أي مساحة لتحرك البوليساريو، فيما تحاول الثانية ضمان بقاء الملف حاضرا في الفضاءات الدولية، حتى وإن لم يكن على رأس جدول الأعمال الرسمي للقمة.
إلا أن الموقف الياباني الذي يجمع بين التبرؤ والقبول يظل غامضا، ويثير عدم رضا المغرب الذي يرى فيه ثغرة تستغلها الجزائر لفتح نوافذ دبلوماسية للجبهة. وهكذا، تتحول قمة يوكوهاما إلى محطة جديدة لاختبار توازنات اليابان بين التزاماتها مع الاتحاد الأفريقي ومصالحها الاستراتيجية مع المغرب، في وقت تتصاعد فيه المنافسة الدولية على النفوذ في القارة.