الخميس، 21 أغسطس 2025

مشروع كابل بحري ضخم للألياف البصرية يربط المغرب بجزر الكناري بحلول 2028


أطلقت شركة "إيسلالينك" الإسبانية، بشراكة مع "كانالينك" المرتبطة بمجلس كابيلدو دي تينيريفي والمعهد التكنولوجي للطاقات المتجددة، مشروعا ضخما لإنشاء كابل بحري جديد للألياف البصرية يربط جزر الكناري بالمغرب، على أن تبدأ أشغال تركيبه نهاية هذا العام.

ويمتد المشروع على 42 شهرا بميزانية تقدر بـ 49 مليون يورو، منها 20 مليونا ممولة من البنك الأوروبي للاستثمار، مع توقع دخول الكابل الخدمة بحلول عام 2028. وسيمتد المسار من ميناء "أريناغا" في غران كناريا مرورا بـ"غران تاراخال" في فويرتيفنتورا وصولا إلى السواحل المغربية، بين منطقتي طرفاية وبوجدور.

ويأتي هذا المشروع في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي "Connecting Europe Facility"، الهادف إلى تعزيز الترابط الرقمي والأمن السيبراني وزيادة قدرات تبادل البيانات بين القارات، مما سيجعل الأرخبيل محورا استراتيجيا للاتصالات بين أوروبا وإفريقيا.

وسيضمن الكابل الجديد تعزيز أمن الشبكات بفضل وجود مسارات بديلة لتفادي الانقطاعات المفاجئة، إلى جانب دعمه لتطوير مراكز بيانات في المغرب والكناري، ما يفتح آفاقا جديدة للاستثمارات الأجنبية واحتضان شركات التكنولوجيا العالمية مثل Google Cloud، فضلا عن دفع الشركات المحلية والناشئة نحو التوسع.

ولا يقتصر تأثير المشروع على البعد التقني فقط، بل يمتد إلى تحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية ملموسة، تشمل زيادة الاستثمارات الأجنبية، تحسين البنية التحتية الرقمية، خلق فرص عمل جديدة، دعم التعليم عن بعد، وتقليص الفجوة الرقمية.

ورغم التحديات المرتبطة بالجوانب اللوجستية والبيئية، أكد القائمون على المشروع اعتماد معايير صارمة لحماية النظم البيئية البحرية، بالتعاون مع خبراء الأحياء والهيئات الدولية المختصة، لضمان سلامة التنفيذ واستدامة الكابل البحري.

بهذا، يمثل المشروع أكثر من مجرد بنية تحتية رقمية، إذ يفتح الباب أمام مستقبل متصل وآمن رقميا بين المغرب وجزر الكناري، معزِّزا مكانة المنطقة كحلقة وصل أساسية بين إفريقيا وأوروبا.