تدخل البطولة الوطنية المغربية لكرة القدم أجواءها الساخنة مع اقتراب ضربة البداية لموسم 2025-2026، حيث تعيش الأندية مرحلة حاسمة من التحضيرات، بحثا عن الجاهزية البدنية والفنية لمواجهة موسم يتوقع أن يكون مثيرا ومليئا بالتحديات.
خلال الأسابيع الماضية، كثّفت الفرق معسكراتها التدريبية بين الداخل والخارج، إذ فضلت بعض الأندية إجراء معسكرات مغلقة بالمغرب، بينما اختارت أخرى السفر إلى الخارج للاستفادة من ملاعب وتجهيزات حديثة، وأجواء تساعد على التركيز والانضباط.
على صعيد الانتقالات، دخلت أندية الصفوة سوق اللاعبين بقوة لتعزيز صفوفها، حيث تسعى الفرق الكبرى إلى سدّ مكامن الخصاص بلاعبين محليين وأجانب، في حين ركزت أندية أخرى على إبراز المواهب الشابة ومنحها فرصة إثبات الذات.
ويُنتظر أن تحتدم المنافسة هذا الموسم بين كبار الكرة المغربية، حيث يظلّ الوداد والرجاء والجيش الملكي في صدارة المرشحين للقب، إلى جانب نهضة بركان بصفته حامل البطولة في الموسم الماضي، والذي يسعى لتأكيد تفوقه والمحافظة على لقبه. كما يترقب المتابعون مفاجآت محتملة من أندية أخرى مثل الفتح الرباطي، القادرة على قلب الموازين بفضل استقرارها التقني و الإداري.
كما يشكل الجانب البدني هاجسا كبيرا للأطر التقنية، حيث تُكثَّف العمل على تحسين اللياقة البدنية للاعبين، في ظل ضغط المباريات وتزامن البطولة مع مشاركة بعض الأندية في الاستحقاقات القارية (كأس إفريقيا للمحليين ودوريات الأندية الإفريقية).
وعلى المستوى التنظيمي، أكدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جاهزيتها لإطلاق الموسم الجديد، حيث عملت على تعزيز البنية التحتية للملاعب، وتحديث أنظمة التذاكر الإلكترونية، إلى جانب تكثيف الدورات التكوينية للحكام قصد الرفع من جودة التحكيم وتقليل الأخطاء المؤثرة، مع مواصلة الاعتماد على تقنية الفار (VAR) بشكل أوسع وأكثر دقة.
وتترقب الجماهير المغربية من جهتها انطلاق الموسم الجديد بحماس كبير، بعد صيف حافل بالانتقالات والأخبار، على أمل أن تقدّم البطولة هذا العام مستويات فنية أعلى، وأن تستعيد الملاعب المغربية بريقها مع الحضور الجماهيري القوي.
ولا يقتصر الرهان على المنافسة المحلية فقط، بل يمتد إلى تعزيز صورة الكرة المغربية قاريا ودوليا، في ظل مشاركة عدد من الأندية في مسابقات دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية، إلى جانب سعي الجامعة لإبراز البطولة كواحدة من أقوى الدوريات في القارة، ما يعزز مكانة المغرب كبلد رائد في تطوير كرة القدم الإفريقية