أنجزت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) أطول أنبوب مائي في تاريخ المغرب، يمتد على مسافة 203 كيلومترات، لنقل المياه المحلاة من الساحل الأطلسي إلى مناطق استغلال الفوسفاط في المناطق الداخلية من البلاد، محققة بذلك الاستقلالية المائية الكاملة قبل عامين من الموعد المحدد.
ويمثل هذا المشروع، المعروف بأنبوب الجرف الأصفر-خريبكة، استثمارا بقيمة 5 مليارات درهم، ويشرف عليه فرع المجموعة "OCP Green Water". ويأتي هذا الإنجاز استجابة للتحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه التي يعرفها المغرب منذ سنة 2018. وتبلغ قدرة هذا الأنبوب على نقل المياه المحلاة نحو 80 مليون متر مكعب سنويا، اعتمادا على محطات ضخ متطورة بطاقة تبلغ 25 ألف متر مكعب في الساعة.
وقال أحمد زنيبر، المدير العام لـ OCP Green Water، إن المشروع تم تصميمه وإنجازه في ظرف 24 شهرا فقط، مشيدا بالقدرة التقنية التي مكنت من تجاوز فرق ارتفاع يبلغ 800 متر على طول المسار. ويتكون الأنبوب من 187 كيلومترا من الأنابيب ذات قطر 130 سم، و16 كيلومترا أخرى بقطر 60 سم.
وساهم هذا المشروع في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، إذ وفر ما يعادل مليون يوم عمل خلال فترة البناء، أي بمعدل 1300 فرصة عمل يومية على مدى سنتين، مع اعتماد على القدرات المحلية بلغ 85 في المئة. أما في مرحلة التشغيل، فقد تم توفير 100 وظيفة دائمة، من بينها وظائف مرتبطة بمحطة تحلية المياه.
وتتجاوز استراتيجية OCP المائية الأبعاد الصناعية، إذ أصبح المكتب يزود مدينة الدار البيضاء بنسبة 30 في المئة من حاجياتها المائية، كما سيتم لاحقا تزويد مدينة خريبكة بالماء الصالح للشرب، إلى جانب دعم مشاريع فلاحية. ويأتي هذا الإنجاز تزامنا مع بلوغ عمليات المكتب في بنجرير الاستقلالية المائية الكاملة، عبر إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة القادمة من مراكش.
وفي هذا الصدد، عبرت حنان مرشد، المسؤولة عن الاستدامة في المجموعة، عن فخرها بهذا الإنجاز الذي يُعد محطة رئيسية ضمن استراتيجية الاستدامة المعتمدة من طرف OCP، مشيرة إلى أن تحرير 80 مليون متر مكعب من مياه السدود لفائدة الفلاحة يُجسد كيف يمكن للابتكار الصناعي أن يسهم في تعزيز الأمن المائي الوطني.