الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

سوريا تحذف صفرين من عملتها ضمن أوراق نقدية جديدة في دجنبر


تستعد سوريا لإصدار أوراق نقدية جديدة بعد حذف صفرين من عملتها المحلية في محاولة لاستعادة الثقة في الليرة السورية المنهارة، والتي تدخل في إطار نهج أكبر للرئيس أحمد الشرع لإعادة الثقة في الاقتصاد السوري.

وأكد محافظ البنك المركزي السوري عبد القادر حسريه، في تصريح لقناة "العربية" السعودية، أن إعادة التقييم النقدي تشكل ركيزة استراتيجية ضمن الإصلاحات المالية والنقدية، مشيرا إلى أن لجانا مشتركة مع البنوك العامة والخاصة تدرس متطلبات هذه الخطوة، في حين لم يتم بعد تحديد موعد نهائي لإطلاق العملة الجديدة.

للإشارة فقد فقدت الليرة السورية أكثر من 99% من قيمتها منذ اندلاع الحرب عام 2011، إذ تدهور سعر الصرف من نحو 50 ليرة للدولار إلى حوالي 10 آلاف ليرة حاليا، ما جعل المعاملات اليومية شديدة الصعوبة، حيث يضطر المواطنون لحمل أكياس من الأوراق النقدية لإتمام مشترياتهم.

وبحسب مصادر مصرفية، فقد تم الاتفاق مع شركة الطباعة الروسية المملوكة للدولة "غوزناك" لإنتاج الأوراق النقدية الجديدة، وهو ما جرى تثبيته خلال زيارة وفد سوري رفيع إلى موسكو في يوليوز الماضي. كما يجري التحضير لحملة إعلامية قبل الإطلاق الرسمي للعملة في 8 دجنبر المقبل، تزامنا مع الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد.

وتشير المعطيات إلى أن الأوراق الجديدة ستحمل رمزية سياسية بطي صفحة نصف قرن من حكم آل الأسد، إذ تحمل الفئات المتداولة حاليا صور بشار ووالده حافظ الأسد. وستشهد مرحلة انتقالية لمدة عام يتم خلالها تداول العملة القديمة والجديدة بشكل متواز.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة تعكس رغبة القيادة الجديدة في فرض إشراف أوضح على السيولة النقدية، خصوصا مع تقديرات بوجود نحو 40 تريليون ليرة متداولة خارج النظام المالي الرسمي. غير أن بعض الاقتصاديين يحذرون من كلفة الإصلاح النقدي، التي قد تصل إلى مئات ملايين الدولارات، ومن ارتباك محتمل لدى المستهلكين في ظل غياب خطة واضحة وشاملة للتنفيذ.