الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

العربية تدخل كليات الطب والهندسة و الجامعات المغربية تدخل زمن الذكاء الاصطناعي


تشهد الجامعة المغربية مع الدخول الجامعي 2025-2026 محطة تحول جديدة في مسارها البيداغوجي. فقد قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلزام جميع المسالك الجامعية، سواء في الإجازة أو الماستر، بإدماج وحدة على الأقل باللغة العربية، حتى في التخصصات التي تدرّس بالكامل باللغات الأجنبية، مثل الطب والهندسة والعلوم الدقيقة.

هذا القرار، الذي طال انتظاره، يأتي استجابة لمطالب أكاديمية ومجتمعية دعت إلى تعزيز حضور اللغة العربية في التكوين الجامعي، باعتبارها لغة رسمية ودستورية، وبهدف تمكين الطلبة من ربط معارفهم العلمية بالرصيد الثقافي واللغوي الوطني. كما يُنظر إليه كخطوة في اتجاه التوازن بين الانفتاح على اللغات الأجنبية، التي تتيح الولوج إلى المراجع العالمية، وبين تثبيت الهوية اللغوية المغربية.

وفي خطوة موازية، أدرجت الوزارة وحدة جديدة خاصة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي ضمن برامج الإجازة، بعدما كانت مقتصرة لسنوات على بعض المدارس العليا الخاصة. ويهدف هذا التوجه إلى إكساب الطلبة كفاءات رقمية متقدمة، وإعدادهم لمتطلبات سوق الشغل الذي يشهد تحولات عميقة بفعل التطور التكنولوجي والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة.

ويرى متتبعون أن الجمع بين هذين القرارين – تعميم وحدة بالعربية وإدراج الذكاء الاصطناعي – يعكس توجهًا جديدًا في السياسات التعليمية، يقوم على ثنائية ترسيخ الهوية والانفتاح على المستقبل. فمن جهة، تحصّن الجامعة مكانة اللغة الوطنية داخل مؤسساتها، ومن جهة أخرى تفتح آفاقًا أوسع أمام الطلبة لمواكبة الثورة الرقمية العالمية.

ومن المنتظر أن تثير هذه الخطوة نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الأكاديمية، خصوصًا فيما يتعلق بالموارد البيداغوجية والكفاءات المؤهلة لتدريس هذه الوحدات الجديدة، سواء في اللغة العربية أو في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيضع الجامعات أمام تحدي التجديد والتأهيل لمواكبة هذه التحولات