شهدت إسبانيا في غشت موجة حر استثنائية استمرت 16 يوما، وصفتها هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بأنها الأكثر شدة منذ بدء رصد المعطيات المناخية. فقد تجاوزت درجات الحرارة المعدلات المعتادة لموجات الحر بـ 4,6 درجات مئوية، لتكسر الرقم القياسي السابق المسجّل في يوليوز 2022 (+4,5 درجات).
وأوضحت الهيئة أن الفترة الممتدة بين 8 و17 غشت كانت الأكثر حرارة في إسبانيا منذ خمسينيات القرن الماضي على الأقل. وقد كان الأثر الصحي كارثيا. إذ قدّر مركز الصحة كارلوس الثالث (ISCIII) أن موجة الحر الأخيرة تسببت في 1149 وفاة.
وفي يوليوز، سجّل النظام نفسه 1060 وفاة إضافية مرتبطة بالحرارة، بزيادة تفوق 50% مقارنة بشهر يوليوز 2024. هذه الأرقام، وفق نظام "مومو"، تمثل أفضل تقدير للخسائر البشرية الناتجة عن التغيرات المناخية.
لم تقتصر التداعيات على الخسائر البشرية؛ إذ ساهمت موجة الحر في اندلاع حرائق غابات ضخمة اجتاحت إسبانيا والبرتغال، والتهمت أكثر من 400 ألف هكتار من الغابات، وأدت إلى وفاة أربعة أشخاص في كل بلد.
هذه الكارثة البيئية أشعلت موجة احتجاجات شعبية، حيث طالب مواطنون الحكومات الأوروبية بزيادة الاستثمارات في خطط الوقاية ومواجهة آثار التغير المناخي. وتظهر هذه الموجات الحرارية المتتالية أن إسبانيا باتت من أكثر الدول الأوروبية هشاشة أمام ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، مع ما يترتب عن ذلك من تحديات صحية، بيئية، واقتصادية، تفرض على صناع القرار التحرك العاجل قبل أن تتحول الكوارث الموسمية إلى واقع دائم