الخميس، 21 أغسطس 2025

بإدماج محلي يصل إلى 75%، مصنع ستيلانتيس في القنيطرة يدخل مرحلة جديدة


أعلنت مجموعة "ستيلانتيس" لصناعة السيارات، يوم الأربعاء، عن خطط لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنعها في القنيطرة إلى أكثر من الضعف خلال الأشهر المقبلة، لتصل إلى 535 ألف سيارة سنويا، وفق ما كشف عنه المدير التنفيذي للعمليات في الشرق الأوسط وإفريقيا، سمير شرفان، خلال مراسم تدشين توسعة المصنع. وتندرج هذه الخطوة في إطار استراتيجية المجموعة لتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية صغيرة الحجم، مثل "سيتروين أمي" و"أوبل روكس-إي" و"فيات توبولينو"، حيث يُتوقع أن يرتفع حجم إنتاجها من 20 ألفا إلى 70 ألف وحدة سنويا.

وتبلغ قيمة مشروع التوسعة 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار)، ومن المنتظر أن يرفع نسبة الإدماج المحلي إلى 75% في أفق سنة 2030، حسب ما أعلنه رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، خلال حفل الافتتاح، مقارنة بنسبة حالية تقارب 69%. وتشمل خطط المجموعة أيضا تصنيع محركات هجينة ومركبات ثلاثية العجلات ضمن وحدات الإنتاج الجديدة.

وكان مصنع القنيطرة قد افتُتح سنة 2019، وبلغ طاقته الإنتاجية القصوى البالغة 200 ألف سيارة بحلول سنة 2020. ويأتي هذا التطور في سياق توسع الحضور الصناعي لشركة "ستيلانتيس" في المغرب، الذي يحتضن أيضا مصانع لشركة "رونو" الفرنسية وعددا من مزوّدي قطع الغيار العالميين، في إطار بيئة استثمارية جاذبة ومتكاملة.

وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أكد في كلمته أن توسعة "ستيلانتيس" ستساهم في تجاوز المغرب حاجز مليون سيارة كطاقة إنتاجية سنوية، ما يعزز مكانة المملكة كقطب صناعي متقدم في قطاع السيارات. ووفقا لأرقام رسمية، سجلت صادرات صناعة السيارات المغربية ارتفاعا بنسبة 6.3% خلال سنة 2024، محققة رقما قياسياً قدره 157 مليار درهم (17 مليار دولار).

ويأتي هذا الإنجاز في ظل تسارع التحول العالمي نحو التنقل الكهربائي، وهو ما دفع المغرب إلى الاستعداد مبكرا لهذه المرحلة عبر استقطاب استثمارات هامة من كبار مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية، خاصة من الصين، ما يرسخ موقع المملكة كمحور استراتيجي للإنتاج والتصدير في سلاسل القيمة العالمية للطاقة النظيفة والتنقل المستدام.