الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

النائبة الفرنسية ريما حسن: لا مقارنة بين فلسطين والصحراء


يواصل المغرب مساره في حصد الانتصارات الدبلوماسية في ملف الصحراء، الشيء الذي يبدو جليا من خلال تصريحات النائبة الفرنسية بالبرلمان الأوروبي ريما حسن، التي عرفت بمواقفها الشاذة من قضية الصحراء المغربية.
 
ففي حوار مع صحيفة إل إندبينديينتي الإسبانية، أوضحت البرلمانية الأوروبية أن محكمة العدل الدولية أقرت بروابط تاريخية وثقافية وقانونية بين المغرب وصحرائه، وهو ما يُعتبر اعترافا جديدا بشرعية الموقف المغربي الذي ظل ثابتا عبر العقود. كما رفضت النائبة المقارنة بين نزاع الصحراء والقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الأولى ليست حالة استعمار وإنما صراع إقليمي مجمد يحتاج إلى تسوية سياسية، بينما الثانية تعكس استعمارا استيطانيا دمويا يهدف إلى محو شعب بأكمله.
 
هذا التوضيح يقطع الطريق على الدعاية الجزائرية التي تحاول إقحام الصحراء في خانة القضايا الاستعمارية، متجاهلة حقائق التاريخ والجغرافيا. ريما حسن شددت كذلك على أن الاستفتاء لم يعد ممكنا، وهو ما يتطابق تماما مع ما أكدته الأمم المتحدة منذ سنوات، ويعزز واقعية مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل العملي والنهائي.
 
كما رفضت البرلمانية الأوروبية أي حل عسكري أو رهان على التصعيد، معتبرة أن السبيل الوحيد هو الحوار والمفاوضات، وهو نفس الموقف الذي تبناه المغرب دائما في إطار الشرعية الدولية ورعاية الأمم المتحدة. واللافت أيضا أنها لم تمنح جبهة البوليساريو أي شرعية سياسية، بل تحدثت عن ضرورة استشارة الساكنة المحلية، وهو ما يُسقط خطاب الجزائر الذي يحاول فرض البوليساريو كـ”ممثل حصري”.
 
هذه المواقف، رغم حرص النائبة على الظهور في موقع الحياد، تكشف بوضوح أن طرح المغرب هو الذي يجد صدى في أوروبا والعالم، وأن الرواية الجزائرية فقدت قدرتها على الإقناع. والمغرب، من خلال مقترح الحكم الذاتي، لا يدافع فقط عن وحدته الترابية، بل يقدم رؤية متقدمة للتعايش والتنمية والاستقرار في المنطقة المغاربية.
 
تصريحات ريما حسن تأتي لتؤكد مرة أخرى ما يؤمن به المغاربة ملكا وشعبا، ألا وهو أن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وأن مسار الاعتراف الدولي بالموقف المغربي لم يعد قابلا للعودة إلى الوراء، بل يزداد رسوخا يوما بعد يوم.