الخميس، 21 أغسطس 2025

مجزرة جديدة في غزة: مقتل 27 مدنيا بينهم لاجئون في كنيسة العائلة المقدسة


قُتل ما لا يقل عن 27 شخصا في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة، بينهم ثلاثة لقوا مصرعهم جراء قصف استهدف كنيسة كانت تربطها علاقة وثيقة بالبابا فرنسيس الراحل، حسب ما أفاد به مسعفون ومسؤولون كنسيون. وبين القتلى أيضا ثمانية رجال كانوا مكلفين بحماية شاحنات المساعدات، قُتلوا في غارات تزامنت مع استمرار المحادثات حول وقف إطلاق النار في الدوحة.

وفي الوقت الذي وصف فيه مسؤول أميركي التقدم في المفاوضات بالإيجابي، أكدت مصادر من حركة حماس لوكالة "رويترز" أنه لم يحدث أي اختراق حقيقي، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في قصف القطاع. وأعلنت بطريركية اللاتين في القدس أن قصفا استهدف كنيسة العائلة المقدسة في غزة، أدى إلى مقتل امرأتين ورجل وإصابة آخرين، منددة بما وصفته بـ"استهداف المدنيين الأبرياء والمكان المقدس"، وأضافت أن الضحايا كانوا قد احتموا بالكنيسة بعد أن فقدوا منازلهم وكل ما يملكون.

وأظهرت صور نشرتها الكنيسة آثار القصف على سطح المبنى قرب الصليب الرئيسي، مع أضرار في الواجهة الحجرية وتحطم النوافذ. وأصيب الأب غابرييلي رومانيلي، وهو كاهن أرجنتيني كان على تواصل دائم مع البابا فرنسيس بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بجروح طفيفة، وظهر في لقطات تلفزيونية وهو يتلقى العلاج في مستشفى الأهلي بغزة.

وعبر البابا ليو عن "حزنه العميق" إزاء الضحايا، مجددا دعوته لوقف فوري لإطلاق النار. بدورها، اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول. وذكرت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن التحقيق جار في الحادثة، فيما أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تل أبيب لا تستهدف دور العبادة، وأعربت عن أسفها لأي أذى يصيب المدنيين أو المواقع الدينية.

يأتي هذا التصعيد ضمن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن دمار واسع ومجاعة شبه شاملة في القطاع المحاصر. ووفق مصادر طبية فلسطينية، أسفر قصف الخميس عن مقتل رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة في جباليا شمال غزة، فيما قُتل ثمانية رجال آخرين في غارة استهدفت مجموعة مكلفة بحماية قوافل المساعدات. كما قُتل ثلاثة في قصف وسط القطاع، وأربعة في حي الزيتون شرقي غزة.

وتتواصل مفاوضات التهدئة بين قطر ومصر، بدعم أميركي، منذ أكثر من عشرة أيام، ضمن مقترح أميركي لهدنة مدتها 60 يوما. وتنص الخطة على إطلاق سراح عشرة رهائن مقابل تسليم جثث 18 آخرين، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من المعتقلين الفلسطينيين. وقال مصدر في حماس إن تل أبيب قدمت خرائط جديدة تقترح فيها سحب القوات من مناطق أوسع مما عرضته سابقا، لكنها لا تزال دون الحد المقبول. وأضافت مصادر أخرى في الحركة أن الخلافات لا تزال قائمة حول آلية إدخال المساعدات وضمانات بأن الهدنة ستفضي إلى إنهاء الحرب.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى استعداد تل أبيب للتنازل عن مطلبها بالإبقاء على وجود عسكري في ممر موراغ جنوب غزة خلال الهدنة، مع إبداء مرونة حول حجم المنطقة العازلة قرب الحدود. ولم يصدر تعليق فوري من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي حين وصف مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، المفاوضات بأنها تسير بشكل جيد، اعتبر مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات أن هذه التصريحات "خالية من المضمون". وقدرت السلطات الصحية في غزة عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب بأكثر من 58 ألفا، بالإضافة إلى عدد أكبر من الجرحى والمصابين.