الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد بتهمة قتل صحافيين


أصدر القضاء الفرنسي في شهر غشت سبع مذكرات توقيف دولية بحق عدد من كبار المسؤولين في النظام السوري السابق، وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك على خلفية تفجير استهدف مركزا صحافيا في مدينة حمص عام 2012 وأسفر عن مقتل الصحافية الأمريكية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، إضافة إلى إصابة صحافيين آخرين بجروح متفاوتة.
 
وتعد هذه الخطوة القضائية محطة مفصلية في مسار ملاحقة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المنسوبة للنظام السوري، إذ شملت المذكرات أيضا شقيق الرئيس السابق ماهر الأسد، الذي كان يقود الفرقة الرابعة المدرعة، ورئيس جهاز الاستخبارات حينها علي مملوك، ورئيس أركان الجيش السابق علي أيوب، إلى جانب شخصيات عسكرية وأمنية أخرى.
 
ويستند القضاء الفرنسي في تحركه إلى مبدأ الاختصاص العالمي الذي يتيح ملاحقة مرتكبي الجرائم الخطيرة حتى لو ارتُكبت خارج أراضيه وضد غير رعاياه، وهو ما يمنح القضية بعدا دوليا يتجاوز الحدود السورية. وقد وصفت كليمنس بيكتارت، محامية الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ووالدا المصور الراحل ريمي أوشليك، إصدار المذكرات بأنه خطوة حاسمة نحو العدالة ومؤشر على أن مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين لن يفلتوا من المساءلة.
 
ويأتي هذا التطور بينما يظل مكان إقامة بشار الأسد غير محدد بدقة بعد فراره إلى روسيا رفقة عائلته نهاية عام 2024 عقب سقوط نظامه على يد فصائل معارضة مسلحة، الأمر الذي يطرح تحديات عملية أمام تنفيذ مذكرات التوقيف ويجعل من هذا الملف اختباراً جديداً للإرادة الدولية في ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها سوريا خلال سنوات الحرب