الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

بكين تتحدى أمريكا: عرض عسكري ضخم بحضور شي جين بينغ وبوتين وكيم جونغ أون


شهدت العاصمة الصينية بكين صباح أمس عرضا عسكريا ضخما في ساحة تيانانمن، بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، بحضور كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
 
ويعد هذا العرض الأكبر من نوعه في تاريخ الصين الحديث، إذ استعرضت خلاله القوات المسلحة أحدث ترسانتها العسكرية من صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي متطورة، في رسالة واضحة عن صعود القوة العسكرية الصينية وتحديها المتزايد للغرب.
 
وألقى الرئيس شي خطابا لفت فيه إلى مفترق الطرق الذي يواجهه العالم، مبرزا أن البشرية مطالبة باختيار "السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة"، في لهجة فسّرها مراقبون بأنها إعلان مباشر عن تموضع الصين كقوة عظمى مضادة للهيمنة الغربية.

المشهد كان لافتا بجلوس بوتين وكيم إلى جانب شي في منصة الشرف، في إشارة رمزية إلى تقارب سياسي وعسكري بين الدول الثلاث التي تواجه ضغوطا غربية متزايدة. وحظي الزعيم الكوري الشمالي بترحيب خاص باعتباره أول حضور له في عرض عسكري صيني منذ أكثر من ستة عقود، في خطوة قرأها محللون على أنها تعزيز لمحور استراتيجي جديد يتحدى العزلة الدولية.
 
وفي المقابل، غابت أي مشاركة من قادة الدول الغربية، وهو ما عزز الطابع السياسي للعرض باعتباره ليس مجرد إحياء لذكرى تاريخية بل استعراضا للقوة وإعادة رسم لتحالفات دولية ناشئة.

وبهذا الحدث، تكون بكين قد بعثت برسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل لتأكيد قوة جيشها والتفاف الشعب حول قيادته، والثانية إلى الخارج لتأكيد جاهزيتها لقيادة محور جديد مع روسيا وكوريا الشمالية في مواجهة الضغوط الغربية، وهو ما قد يفتح مرحلة أكثر حدة في العلاقات الدولية خلال السنوات المقبلة.