الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

من دكار.. المغرب يكرّس موقعه كفاعل محوري في مستقبل النظم الغذائية بالقارة


شهدت العاصمة السنغالية دكار من 1 إلى 5 شتنبر 2025 انعقاد المنتدى الإفريقي حول النظم الغذائية، تحت شعار "الشباب الإفريقي: رافعة للتعاون والابتكار والتحول في النظم الزراعية والغذائية". هذا الحدث القاري الكبير جمع أكثر من 6000 مشارك يمثلون نحو 90 دولة، بينهم رؤساء دول وحكومات، وزراء، ممثلو منظمات دولية وبنوك تنموية، إلى جانب باحثين وشباب فاعلين في المجال الفلاحي.
 
المغرب، ممثلا بوزير الفلاحة أحمد البواري، جدد خلال هذا الموعد التزامه الراسخ بجعل الشباب في صلب التنمية الزراعية، انسجاما مع استراتيجية الجيل الأخضر التي تعتبر العنصر البشري ركيزة أساسية للأمن الغذائي والتنمية المستدامة. الوزير أكد أن الرؤية المغربية تقوم على الاستثمار في الرقمنة الفلاحية، دعم المقاولات الناشئة للشباب، وإرساء آليات للتكوين والتأطير، بما يجعل التجربة المغربية نموذجا قاريا قابلا للتعميم.
 
وعلى هامش المنتدى، عقد الوزير لقاء ثنائيا مع الرئيس المدير العام للرابطة الوطنية لإدارات الفلاحة بالولايات المتحدة الأمريكية (NASDA)، جرى خلاله بحث فرص التعاون بين البلدين في مجالات الابتكار التكنولوجي والاستثمار الزراعي.
 
وتميز المنتدى بحضور شخصيات وازنة، في مقدمتها الرئيس باسيرو ديوميه فايي، رئيس جمهورية السنغال، الذي أشرف على الافتتاح، ووزيرة الزراعة والسيادة الغذائية السنغالية مبوبا دياغن. كما شارك عدد من القادة الأفارقة السابقين مثل جاكايا كيكويتي الرئيس الأسبق لتنزانيا، وليونيل زينسو رئيس وزراء بنين السابق، وميزنغو بيندا رئيس وزراء تنزانيا الأسبق، إضافة إلى محمد بيوغوي رئيس وزراء غينيا الأسبق.
 
وعلى المستوى الدولي، حضرت شخصيات بارزة مثل أليس روحويزا، رئيسة "التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا" (AGRA)، ولورنس حداد المدير التنفيذي لـ"التحالف العالمي لتحسين التغذية" (GAIN)، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) والبنك الإفريقي للتنمية، فضلا عن خبراء من معهد السياسة الغذائية الدولي (IFPRI).
 
بهذا الحضور، كرّس المغرب موقعه كفاعل رئيسي في رسم ملامح مستقبل النظم الغذائية بالقارة، جامعا بين التجربة الميدانية والرؤية الاستراتيجية، ومقدما نموذجا عمليا يوازن بين تمكين الشباب وضمان الأمن الغذائي.