شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة أمس الأربعاء، 3 سبتمبر 2025، حادثا مأساويا بعد أن انحرفت عربة Glória Funicular، أحد أشهر القطارات المائلة التراثية، عن مسارها واصطدامها بمبنى في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 18 آخرين، بينهم خمسة في حالة حرجة، وفق بيانات أولية من السلطات المحلية.
ويربط القطار المائل ساحة Restauradores بحي Bairro Alto، ويُعد من أبرز رموز السياحة في لشبونة منذ افتتاحه عام 1885. وأشارت التقارير الأولية إلى أن سبب الحادث قد يكون انفصال كابل السحب، ما أدى إلى فقدان العربة السيطرة وتسارعها نحو المبنى المجاور، فيما هرعت فرق الطوارئ للعمل على تحرير الركاب المحاصرين داخل الحطام لساعات.
وصف عمدة لشبونة، كارلوس مويداس، الحادث بأنه "يوم مأساوي في تاريخ المدينة"، فيما أعرب الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، عن حزنه العميق، مؤكدا أن التحقيقات ستكشف أسباب الحادث بشفافية. وأعلنت الحكومة البرتغالية ثلاثة أيام حداد وطني تضامنا مع الضحايا وعائلاتهم، وشملت إجراءات الحداد تنكيس الأعلام الرسمية وتعليق الفعاليات الرسمية، ودعت المواطنين إلى مشاركة لحظات الوقوف الصامت تعبيرا عن الحزن الجماعي، فيما عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن تعازيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويمثل حادث Glória Funicular ضربة قوية لقطاع السياحة في لشبونة، حيث تُعد العربة المائلة من أبرز الوجهات التي يقصدها الزوار سنويا، وأعلنت السلطات المحلية تعليق تشغيل جميع عربات Funicular إلى حين انتهاء التحقيقات والتأكد من سلامة البنية التحتية.
وقد تم افتتاح Ascensor da Glória عام 1885 وتديره شركة النقل المحلية Carris، ويعتبر من أهم المعالم السياحية في العاصمة، حيث يوفر إطلالة بانورامية على أحياء لشبونة القديمة ويجذب آلاف الزوار يوميا. وتسلط الحادثة الضوء على أهمية الالتزام بمعايير السلامة في وسائل النقل التاريخية والسياحية، وبينما يعيش البرتغاليون أجواء الحزن والحداد.