كشف موقع أفريكا أنتليجنس أن مفاوضات دبلوماسية جارية بين المغرب وفرنسا للتحضير لزيارة رسمية مرتقبة للملك محمد السادس إلى باريس، غير أن هذه الزيارة التي كانت منتظرة في أوائل نونبر المقبل تواجه تعثرا ملحوظا. فالتاريخ المقترح يتزامن مع احتفال المغرب بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وهو حدث وطني كبير من المرتقب أن يترأس الملك فعالياته، ما جعل من الصعب الجمع بين الاستحقاقين وفتح الباب أمام خيار التأجيل.
وأشارت المصادر إلى أن لقاءات سرية عقدت خلال الصيف بين مسؤولين مغاربة وفرنسيين لدفع جدول أعمال هذه الزيارة، إلا أن الحماس المغربي ظل محدودا. فجزء من الدائرة المقربة من الملك لا يعتبر أن زيارة فرنسا أولوية في الظرف الحالي، خصوصا بعد اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء وزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط، ما جعل المكاسب السياسية لأي زيارة ملكية تبدو محدودة.
السياق السياسي في فرنسا بدوره لا يساعد على تسريع الخطوات. فالرئيس ماكرون يعيش حالة ضعف داخلي ويعتمد على تحالف حكومي هش، كما أن ولايته تقترب من نهايتها في 2027، وهو ما يثير تساؤلات لدى صناع القرار في الرباط حول جدوى الاستثمار في علاقة مع رئيس قد يغادر قريبا. وفي هذا الإطار، يبرز غياب اللجنة العليا المشتركة المغربية الفرنسية، التي لم تعقد أي اجتماع منذ عام 2019، كأحد مظاهر الجمود المؤسسي الذي يعرقل تطوير الشراكة الثنائية.
ورغم هذا التعثر، يظل احتمال قيام الملك بزيارة خاصة إلى باريس قائما، حيث تم بالفعل إعداد بعض تفاصيل البروتوكول بشكل سري، ومن المتوقع أن يقيم الملك في إقامته الخاصة بشارع إميل ديشانيل بالدائرة السابعة قرب ساحة شامب دو مارس، بعيدا عن الطابع الرسمي