الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

واشنطن بوست: المغرب رائد في مشاريع تحلية مياه البحر لمواجهة أزمة الجفاف


نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرا موسعا تناولت فيه اتساع الاعتماد على محطات تحلية مياه البحر عبر العالم لمواجهة أزمة ندرة المياه، مسلطة الضوء على المغرب كإحدى أبرز التجارب الرائدة في هذا المجال.

وأوضحت الصحيفة أن موجات الجفاف المتتالية التي يعرفها المغرب منذ سنوات دفعت البلاد إلى تسريع استراتيجيتها في بناء محطات ضخمة لتحلية المياه، معتبرة أن المملكة تراهن على هذا الخيار للحفاظ على نمط عيشها، وضمان الأمن المائي للمدن الكبرى ودعم النشاط الفلاحي الذي يشكل ركيزة أساسية لاقتصادها.

وذكرت أن المغرب، وبحلول سنة 2031، سيكون موطنا لأربع من أكبر عشر محطات تحلية في العالم، وهو ما يعكس حجم الاستثمار والإرادة السياسية لمواجهة التحديات المناخية. كما أشارت إلى أن الملك محمد السادس دعا في أكثر من مناسبة إلى "تسريع" وتيرة هذه المشاريع الاستراتيجية.

وأشار التقرير إلى أن أولى هذه التجارب الكبرى بدأت في مدينة أكادير، حيث خصصت المحطة هناك أكثر من نصف طاقتها لتزويد نحو 1.6 مليون شخص بمياه الشرب، بينما يُوجه الجزء المتبقي لسقي الأراضي الفلاحية التي تنتج القسم الأكبر من صادرات الخضر نحو الأسواق الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن وزير التجهيز والماء نزار بركة قوله إن تحلية المياه "ستكون مفيدة للحفاظ على الحياة وضمان استمرار القطاع الفلاحي"، مضيفا أن مشاريع أخرى موجهة حصريا لتوفير مياه الشرب ستُقام في مدن كبرى مثل الدار البيضاء والرباط والناظور.

ورغم الإشادة بالإنجاز المغربي، لفت التقرير إلى أن تحلية المياه ليست حلا كاملا، لكونها تستهلك الكثير من الطاقة وتظل كلفتها مرتفعة مقارنة بالمصادر التقليدية، إلا أن المغرب يعمل على توسيع اعتمادها بالتوازي مع الاستثمار في الطاقات المتجددة، ما يعزز مكانته كأحد أبرز رواد هذا المجال على المستوى العالمي.