خرج رئيس الحكومة عزيز أخنوش على القنوات العمومية، والهدف المفترض كان تقديم حصيلة حكومته، لكن ما وصل إلى المغاربة لم يكن أكثر من درس في الرتابة وسوء التواصل.
الخطاب كان مرتبكا من البداية للنهاية، الأرقام جاءت مبتورة، والوعود العامة بلا أي خطة واضحة. المغاربة كانوا ينتظرون إجابات دقيقة حول الماء والجفاف، الشغل، الصحة والدعم الاجتماعي، لكنهم سمعوا عتابا للحكومات السابقة، إشارات سياسية مكشوفة، وشرح تقني لا يفهمه أحد.
كان ملف محطة تحلية المياه بالدار البيضاء أبرز مشهد، حيث حاول أخنوش الحديث عن "الشفافية والمنافسة الدولية"، لكن بدل أن يطوي الجدل، زاد الطين بلة. المواطن العادي لم يطلب لغة تقنية، بل يريد وضوح وبراهين ملموسة، وهو ما غاب تماما عن خطاب رئيس الحكومة.
أما وعود الشغل ومضاعفة إنتاج الزيتون، أو تخريج 1500 طبيب متخصص، فقد جاءت عامة ومجرد كلام في الهواء. الدعم الاجتماعي؟ أربعة ملايين أسرة تستفيد… والـ12 مليون المغربي تحت عتبة الفقر فرحانين بـ500 درهم شهريا، على حد قوله. والنتيجة: ظهور إعلامي ضعيف، خطاب بلا إقناع، وحصيلة الحكومة بلا مدافع قوي.
المغاربة خرجوا بانطباع واحد: حكومة تتحدث كثيرا ولا تقول شيئا. والسؤال الكبير يبقى: هل أخنوش أخطأ في خروجه الإعلامي، أم أن التواصل أصبح الحلقة الأضعف في هذه الحكومة التي لم تعد تعرف كيف تقنع شعبها؟