ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الأربعاء بالرباط، اجتماع اللجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، بهدف متابعة تنفيذ البرنامج الوطني لإعادة الإعمار، تفعيلا للتعليمات الملكية.
وذكر بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة أن المدير العام لوكالة تنمية الأطلس الكبير قدم عرضا مفصلا حول مراحل تنفيذ البرنامج، استعرض فيه "التقدم المحرز في تنزيل البرنامج على مختلف المستويات، لا سيما في ما يتعلق بعمليات البناء والتأهيل، مشيرا إلى استكمال الأشغال في أزيد من 51 ألفا و154 مسكنا".
وحسب نص البلاغ، بلغ مجموع "الدعم المالي المقدم للأسر المتضررة 6.9 مليارات درهم، توزعت بين 4.5 مليارات درهم خصصت لإعادة بناء وتأهيل المنازل، و2.4 مليار درهم كمساعدات مالية عاجلة، حددت قيمتها في 2.500 درهم شهريا لكل أسرة".
وفي ما يخص قطاع النقل، أشار المصدر ذاته إلى أن أشغال تأهيل المقاطع الأربعة من الطريق الوطنية رقم 7 سجلت تقدما يتراوح بين 35% و80%، بميزانية إجمالية بلغت 665 مليون درهم، فيما لا تزال 118 كيلومترا من الطرق قيد الإنجاز.
وفي قطاع التعليم، أفاد البلاغ بأنه تم "استكمال أشغال إعادة تأهيل وبناء 306 مؤسسات تعليمية، فيما تتواصل أشغال التأهيل في 34 مؤسسة أخرى، بالإضافة إلى إطلاق طلبات عروض لإعادة تأهيل 186 مؤسسة تعليمية بأقاليم الحوز، أزيلال، شيشاوة، ورزازات، وتارودانت".
وعلى مستوى قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، فقد تم "تأهيل 103 مراكز صحية، من بينها 78 مركزا اكتملت أشغالها، فيما تقترب 25 مؤسسة صحية أخرى من استكمال الأشغال".
وفي الجانب الفلاحي، تم "إنجاز خطة العمل الأولية التي شملت توزيع رؤوس الماشية والشعير مجانا، إلى جانب تأهيل البنيات التحتية الفلاحية ذات الطابع الاقتصادي". وفي ما يتعلق بالماء الصالح للشرب، تم تسجيل" تقدم بنسبة 52% في مشاريع ربط الساكنة القروية بأقاليم أزيلال، الحوز، شيشاوة، وتارودانت بشبكة الماء الشروب".
وفي المجال السياحي، أشار المصدر إلى أن "199 مؤسسة إيواء سياحي استكملت أشغال التأهيل والبناء، وهو ما يمثل 86% من المؤسسات المستفيدة من الشطر الأول للدعم، بالإضافة إلى مواصلة دعم ومواكبة التجار المتضررين، حيث استفاد 1.610 تجار من برنامج إعادة بناء وتأهيل نقاط البيع الخاصة بهم".
وعبر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن ارتياحه للنتائج المحققة إلى حد الآن، مشيدا بالتعبئة المستمرة والحكامة الجيدة التي تطبع سير هذا البرنامج. من جهة أخرى، ما يزال عدد كبير من المتضررين من الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير بتاريخ 8 شتنبر 2023، يرزحون تحت وطأة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، حيث لا يزال كثير من سكان المناطق المتأثرة يعيشون في خيام بلاستيكية، رغم مرور عامين كاملين.
وفي هذا السياق، نظم الائتلاف المدني من أجل الجبل، بشراكة مع التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان، يوم الاثنين 8 شتنبر 2025، رفع خلالها المشاركون مطالب واضحة تدعو إلى تسوية الملفات العالقة وتعويض جميع المتضررين الذين لم تشملهم برامج الدعم.
وأكد المحتجون، القادمون من مختلف المناطق المتضررة جراء الزلزال الذي وقع ليلة 8 شتنبر 2023، خلال الوقفة، على أهمية تسريع وتيرة إعادة الإعمار، وضمان الحق في السكن اللائق والحياة الكريمة لكل الأسر المتضررة، مشددين على أن هذه الخطوات تمثل مدخلا أساسيا لاستعادة كرامة المتضررين وإصلاح ما خلفته الكارثة.
كما صدحت حناجر المشاركين أمام مبنى البرلمان بشعارات تندد باستمرار معاناة العديد من العائلات، التي لا تزال تعيش وسط خيام مهترئة وأكواخ من القصب، رغم مرور عامين على الكارثة، معتبرين أن هذا الواقع يتناقض مع الرواية الرسمية التي تتحدث عن تقدم ملحوظ في عملية إعادة الإعمار وعدد الخيام المتبقية.