الخميس، 21 أغسطس 2025

مقدونيا الشمالية تشيد بإصلاحات المغرب وتؤيد مقترح الحكم الذاتي


في خطوة تعكس متانة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجمهورية مقدونيا الشمالية، جدد البلدان تأكيد التزامهما المشترك بتعزيز التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، وذلك خلال زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة إلى العاصمة المقدونية سكوبي، حيث وقع إعلانا مشتركا مع نظيره المقدوني تيمتشو موتسونسكي.

وخلال هذه الزيارة التي شملت لقاءات مع رئيسة الجمهورية غوردانا سيليانوفسكا دافكوفا ورئيس البرلمان أفريم غاشي، شدد الجانبان على الطابع الممتاز للعلاقات بين البلدين، معبرين عن رغبتهما في تعميقها بشكل أكبر على أسس الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما أكدا حرصهما على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي، مع التركيز على قطاعات استراتيجية واعدة، في مقدمتها السياحة، إلى جانب الاتفاق على تكثيف المشاورات السياسية وتنسيق المواقف داخل الهيئات الدولية، انسجاما مع التقارب الملحوظ في أولويات البلدين.

وفي تعبير واضح عن دعم سكوبي للجهود المغربية في قضية الصحراء، أكدت مقدونيا الشمالية أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 يمثل الأساس الوحيد لتسوية هذا النزاع الإقليمي. وجاء في الإعلان المشترك أن الوزير موتسونسكي جدد دعم بلاده الطويل الأمد للمسلسل الأممي الرامي إلى إيجاد حل سياسي عادل، دائم ومقبول من جميع الأطراف، مشددا على أهمية قرار مجلس الأمن رقم 2756، الصادر في أكتوبر 2024، والذي يدعو إلى التوصل لحل واقعي ومستدام قائم على التوافق. كما عبر الوزيران عن دعمهما الكامل لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ومهمته الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

هذا الموقف السياسي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية يندرج ضمن دينامية دولية متصاعدة تقودها المملكة، وهي الدينامية التي تترسخ عبر تأييد متزايد من شركاء دوليين يرون في المقترح المغربي إطارا واقعيا وموثوقا للحل.

إلى جانب الدعم السياسي، لم تُخفِ مقدونيا الشمالية إعجابها بالتحولات العميقة التي شهدها المغرب خلال العقدين الماضيين، منوهة بالإصلاحات الكبرى التي تم إطلاقها تحت قيادة الملك محمد السادس، وبدينامية التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب. كما أعربت عن تقديرها للنموذج التنموي الجديد ولجهود المملكة في ترسيخ الجهوية المتقدمة.

وفي هذا السياق، أشادت سكوبي بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة المغربية كقطب للاستقرار ومصدر للنمو والتنمية في إفريقيا، ما يعزز مكانة المغرب كشريك موثوق على الساحة الإقليمية والدولية، ويكرس توجها استراتيجيا يقوم على الانفتاح، التعاون جنوب-جنوب، وبناء شراكات متعددة الأبعاد.