الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

اعتقال تايلر روبنسون في قضية اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك


أعلنت السلطات الأمريكية عن اعتقال الشاب تايلر روبنسون البالغ من العمر 22 عاما، للاشتباه في كونه المسؤول عن حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة الناشط السياسي المحافظ تشارلي كيرك أثناء فعالية في جامعة يوته فالي بولاية يوتا. عملية الاعتقال جاءت بعد نحو 33 ساعة من الجريمة، إثر بلاغ من أحد أقاربه وصديق مقرّب أشار إلى تورطه، لتكشف التحقيقات اللاحقة عن سلسلة من الأدلة التي قادت مباشرة إلى روبنسون.

من أبرز ما عثرت عليه السلطات ذخيرة غير مستخدمة تحمل نقوشا غريبة وعبارات استفزازية ذات طابع سياسي وأيديولوجي. من بين هذه النقوش عبارة "Hey fascist! Catch!"، وأخرى مقتبسة من الأغنية الإيطالية المناهضة للفاشية "Bella Ciao"، إضافة إلى جملة ساخرة تقول "If you read this, you are gay, LMAO". كما وُجد على إحدى الطلقات المستخدمة نقش آخر مستمد من ميمات الإنترنت جاء فيه: "Notices bulges OwO what's this?". هذه النقوش، إلى جانب محتوى رسائل أرسلها روبنسون عبر تطبيق "ديسكورد" إلى زميله في السكن، شكلت أدلة قوية. في تلك الرسائل، تحدث عن السلاح المستخدم، وكيف أخفاه في منطقة غابية ملفوفا بمنشفة قبل أن يتركه هناك عقب تنفيذ العملية، وهو ما طابق مكان العثور على البندقية.

وأضافت كاميرات المراقبة طبقة أخرى من الأدلة، حيث أظهرت لقطات شخصا بملابس تتطابق مع التي شوهد بها روبنسون بالقرب من موقع الحادث قبل وقوعه. ومع تتبع السلطات لتحركاته وسلوكه، أصبح مسار التحقيق أكثر وضوحا.

ورغم أن التحقيق لا يزال مستمرا، فإن المؤشرات الأولية تعزز فرضية الدافع السياسي، إذ تشير تقارير إلى أن روبنسون بات أكثر انخراطا في مواقف أيديولوجية راديكالية في الفترة الأخيرة، وعبّر عن عداء واضح لآراء كيرك. هذا الحادث أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية الأمريكية، حيث ندد مسؤولون من مختلف الأطياف بالعنف السياسي ودعوا إلى التهدئة. كما أعاد فتح النقاش حول تنامي خطابات التطرف وأثر منصات التواصل في تأجيج العنف.

ورغم اعتقال المشتبه به وتراكم الأدلة ضده، لا تزال عدة أسئلة معلّقة من بينها تفاصيل الدافع الكامل للجريمة، وما إذا كان روبنسون قد تصرف بمفرده أو تلقى دعما من أطراف أخرى. تبقى النقوش الغريبة على الطلقات ورسائل "ديسكورد" ومكان السلاح دلائل لافتة في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في المشهد السياسي الأمريكي الراهن، فيما يواصل الرأي العام انتظار اكتمال التحقيقات وإحالة الجاني إلى العدالة.