الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

بعد خرجة أخنوش الإعلامية.. الأزمي يرد: "الرجل غائب ومُغيب وما عندوش برنامج واضح"


في خرجة سياسية مثيرة، شنّ إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، هجوما لاذعا على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عقب ظهوره في حوار تلفزيوني بث على القنوات الرسمية. تصريحات الأزمي أعادت تسليط الضوء على النقاش الدائر حول أداء الحكومة وغيابها عن التواصل المباشر مع المؤسسة التشريعية.
 
واعتبر الأزمي، الذي كان يتحدث عبر بث مباشر على القناة الرقمية لحزبه، أن أخنوش "اختار هذا التوقيت للعودة إلى الساحة بعد غياب أو تغييب خلال الفترة الأخيرة"، مضيفا بلهجة حادة أن "الرجل ليس له لا في العير ولا في البعير"، في إشارة إلى ما اعتبره ابتعادا مقصودا لرئيس الحكومة عن الإشراف على الإعداد للانتخابات المقبلة، بعد أن أُسندت المهمة إلى وزارة الداخلية.
 
ولم يخف الأزمي استغرابه من اختيار رئيس الحكومة الظهور الإعلامي بدلا من المثول أمام البرلمان، قائلا: "كان خاصو يتوفر على الجرأة ويجي يقدم الحصيلة ديالو أمام ممثلي الأمة، ماشي أمام صحافيين في حوار منمق ومرتب". وانتقد في السياق ذاته عدم تطرق أخنوش إلى برنامجه للفترة المتبقية من الولاية، معتبرا أن ذلك "أهم ما كان ينتظره المواطنون".
 
لكن النقطة الأكثر حساسية في خطاب الأزمي تعلقت بورش التغطية الصحية الذي تُعول عليه الحكومة كأحد أبرز إنجازاتها. ففي هذا الصدد قال القيادي في "البيجيدي": "أقصيتو 8 مليون مغربي من الاستفادة من التغطية الصحية، وخاصك تاخذ الأرقام من التقارير الرسمية ماشي من راسك"، موجها اتهاما مباشرا لرئيس الحكومة بعدم الاعتماد على معطيات دقيقة.
 
تصريحات الأزمي جاءت في سياق تصاعد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة بخصوص تدبيرها للملفات الاجتماعية الكبرى، وعلى رأسها الحماية الاجتماعية التي شكلت ورشا استراتيجيا وعدت المغاربة بتحقيقه بشكل تدريجي وواسع. المعارضة ترى أن طريقة تنزيل هذا الورش لم تحقق الأهداف المرجوة بعد، فيما تدافع الحكومة عن وتيرة الإصلاحات وتعتبرها جزءاً من مسار ممتد زمنيا.
 
ويعكس الهجوم الأخير من الأزمي على أخنوش حسب متابعين، عودة حزب العدالة والتنمية إلى تبني خطاب أكثر حدة تجاه الحكومة، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث يسعى الحزب إلى إعادة التموقع داخل الساحة السياسية عبر تسليط الضوء على ما يعتبره "إخفاقات" الأغلبية الحكومية.
 
وبينما يصر الأزمي على أن رئيس الحكومة "يفضل الظهور الإعلامي على مواجهة البرلمان"، يظل السؤال مطروحا حول ما إذا كان هذا الجدل سيدفع أخنوش إلى كسر صمته تحت قبة البرلمان، وتقديم حصيلة مفصلة لعمل حكومته في النصف الثاني من ولايتها.