الخميس، 21 أغسطس 2025

تراث مغربي غارق: السفن المفقودة تسرد فصولا من الماضي


أعلن المغرب عن اكتشاف حطام عشرين سفينة تايريخية غارقة في مياهها الإقليمية بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، في اكتشاف يعد خطوة بارزة نحو فهم أعمق للتراث البحري الوطني، ودافعا لإقرار تشريعات جديدة لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه.

وأعلن المركز الوطني للدراسات والبحوث حول التراث الثقافي تحت الماء عن هذه الاكتشافات التي شملت عدة مناطق ساحلية من بينها الجديدة وشمال المملكة. وتعود هذه السفن في معظمها إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، وتشمل سفنا حربية وتجارية تسلط الضوء على جوانب غير معروفة من التاريخ البحري المغربي.

وأوضح عز الدين كارة، في تصريح للقناة الأولى، أن هذه الاكتشافات تمثل "وسيلة لإعادة التواصل مع جزء من تاريخنا الذي ظل مخفيا تحت الماء لأجيال"، مشيرا إلى أنها تعكس تنوع النشاط البحري الذي ساهم في تشكيل السواحل المغربية عبر العصور.

بعض هذه السفن غرقت خلال إبحارها في مسارات بحرية رئيسية، بينما فقدت أخرى قرب موانئ مغربية، مما يوفر أدلة على أنماط التجارة البحرية والأنشطة العسكرية التي شهدتها البلاد. وتشمل المكتشفات أيضا رفاتا بشرية وحيوانية، وتحفا وهياكل تاريخية لها قيمة أثرية كبيرة.

وتزامن الإعلان عن هذه الاكتشافات مع مصادقة المغرب على تشريع جديد لحماية التراث الثقافي، يشمل لأول مرة الأصول الثقافية المغمورة تحت الماء. ويعكس هذا الإطار القانوني الجديد إدراكا متزايدا للموقع الاستراتيجي للمغرب كمفترق حضاري وممر تجاري تطل سواحله على محيطين.

وقد أنشأت وزارة الشباب المركز الوطني للدراسات والبحوث بهدف قيادة جهود البحث والتنقيب وتطوير استراتيجيات للتوعية المجتمعية. ويُعد هذا المشروع جزءا من مبادرة وطنية واسعة لإبراز الإرث البحري المغربي، في وقت تتكشف فيه أعماق البحار عن كنوز تاريخية بفضل تقنيات أثرية حديثة.