الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

تصعيد دموي في غزة تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للقدس


شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، غارات مكثفة على مدينة غزة أدت إلى تدمير عشرات المباني ومقتل ما لا يقل عن 16 فلسطينيا، وفق ما أعلنته السلطات الصحية المحلية. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى القدس حيث أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مجريات الحرب.

وتزامنت زيارة روبيو أيضا مع قمة طارئة في قطر جمعت دولا عربية وإسلامية، بينها حلفاء مقربون من واشنطن، لبحث تداعيات الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قادة من حركة حماس مقيمين في الدوحة. وبينما دارت التحركات الدبلوماسية بين القدس والدوحة، تواصل ارتفاع عدد الضحايا في غزة، حيث قصفت طائرات إسرائيلية منزلين عائليين وخيمة تؤوي أسرة نازحة.

وقد تحدث شهود عيان عن قصف جوي ومدفعي طال عدة أحياء، ما أثار حالة من الذعر وأجبر الآلاف على الفرار من مخيمات أقيمت في الشوارع والساحات المفتوحة. وتؤكد إسرائيل أن عمليتها في غزة تهدف إلى القضاء على حماس بشكل نهائي، مشيرة إلى أنها دعت المدنيين للنزوح جنوبا نحو ما سمته "منطقة إنسانية"، بينما وصفت الأمم المتحدة ودول عديدة هذه الإجراءات بأنها شكل من أشكال التهجير القسري، محذرة من الأوضاع الإنسانية المأساوية في الجنوب حيث يشح الغذاء وتفتقر البنى التحتية لأبسط المقومات.

منذ إعلان نتنياهو، في 11 غشت، خطته للسيطرة على مدينة غزة، تقول السلطات المحلية في القطاع إن نحو 350 ألف شخص نزحوا من منازلهم، فيما تم تدمير 1600 مبنى سكني وأكثر من 13 ألف خيمة. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام، لكن صورا متداولة على منصات التواصل أظهرت موجات نزوح متزايدة جنوبا.

في جانب آخر، ظهر روبيو إلى جانب نتنياهو في القدس، حيث تبادلا التحيات وأجريا محادثات، وكان من المقرر أن يدليا ببيان مشترك بعد الظهر. وأكد روبيو قبل مغادرته واشنطن أنه سيناقش مع الجانب الإسرائيلي سبل إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن، تماشيا مع رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما بحث الطرفان تداعيات الضربة الإسرائيلية في قطر والتي، بحسب مسؤولين أميركيين، لم تخدم مصالح واشنطن أو تل أبيب.

الزيارة شملت جولة في حائط البراق، حيث رافق نتنياهو وزوجته سارة الوزير الأميركي وزوجته، إلى جانب السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي وزوجته. كما زاروا موقعا أثريا قريبا من المسجد الأقصى، ما أثار ردود فعل غاضبة من حماس التي وصفت الخطوة بأنها اعتداء على قدسية المكان.

وفي الدوحة، أعد القادة العرب والإسلاميون مشروع قرار يحذر من أن الضربات الإسرائيلية داخل قطر تهدد مساعي التعايش والتطبيع في المنطقة. غير أن بعض الفلسطينيين بدوا غير متفائلين بمخرجات القمة، معتبرين أن بياناتها "لا تتعدى كونها صدى لمواقف واشنطن".

وبحسب السلطات المحلية في غزة، فإن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ نحو عامين أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص ونزوح السكان إلى مناطق مختلفة من القطاع.