عاد سفيان البقالي من طوكيو 2025 بفضية 3000 متر موانع. بالنسبة للبطل، هي نتيجة مشرفة، لكنه كان يطمع في الذهب ليواصل كتابة التاريخ. أما بالنسبة لألعاب القوى المغربية، فهي صفعة مدوية تفضح انهيار منظومة يقودها عبد السلام أحيزون منذ عقدين بلا حصيلة تذكر.
في وقت كانت فيه المدرسة المغربية تنجب الأبطال واحدا تلو الآخر، من سعيد عويطة إلى هشام الكروج، صارت ألعاب القوى اليوم مرهونة باسم واحد فقط: سفيان البقالي. هذا الرجل حمل الرياضة الوطنية على كتفيه، فيما جامعة أحيزون فشلت في تكوين جيل جديد. ملايين الدراهم صرفت، مراكز تكوين افتتحت، شعارات ضخمة رفعت، لكن النتيجة صفر. لا أسماء صاعدة، لا خلفية تضمن الاستمرارية، ولا رؤية حقيقية تعيد للمغرب مكانته.
فضية البقالي في طوكيو لم تكن هزيمة شخصية، بل إدانة صريحة لجامعة حولت إنجازات بطل فردي إلى غطاء يخبئ سنوات من الفشل. البقالي انتصر لنفسه، لا لمؤسسة، ونجح بموهبته وعزيمته، لا ببرامج الجامعة. ولولا وجوده، لكانت ألعاب القوى المغربية قد اختفت تماما من المشهد العالمي.
اليوم، السؤال الكبير لم يعد عن ميدالية ضاعت أو لقب فُوّت، بل عن مستقبل رياضة بأكملها. ماذا بعد البقالي؟ من سيحمل الراية بعد اعتزاله؟ لا أحد. لأن جامعة أحيزون لم تبن شيئا. تركت كل شيء معلقا على اسم واحد، وضيعت رصيد مدرسة كانت تضرب بها الأمم المثل.
فضية طوكيو 2025 كشفت عجز أحيزون وخراب منظومته. ألعاب القوى المغربية لن تنهض ببطولات فردية ولا بواجهة يتيمة، بل بقطع مع هذا النموذج الفاشل وإعادة البناء من الجذور. بدون ذلك، فإن اعتزال البقالي سيكون إعلان وفاة رسمي لرياضة كانت يوماً فخر المغرب