في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 25 عاما، رفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني العلم السوري فوق مبنى سفارة بلاده في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك خلال زيارة رسمية وصفت بالتاريخية.
ونشر الشيباني صورة على حسابه في منصة "إكس"، شكر فيها المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توم براك على "الدعم والمشاركة"، مؤكدا أنه حمل "صوت الشعب السوري إلى مؤسسات الكونغرس ووزارة الخارجية".
وتعد هذه أول زيارة لوزير خارجية سوري إلى الولايات المتحدة منذ دجنبر 1999، حين التقى فاروق الشرع بالمسؤولين الأمريكيين في إطار مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية.
وخلال الزيارة، عقد الشيباني اجتماعات في وزارة الخزانة الأمريكية بحضور المبعوث براك، حيث تم بحث "سبل إعادة ربط الاقتصاد السوري بالنظام المالي العالمي بشكل مسؤول وآمن"، وفق بيان وزارة الخارجية السورية، إضافة إلى مناقشة التعاون في مكافحة تمويل الإرهاب.
ملف العقوبات الأمريكية كان حاضرا بقوة في المباحثات، وعلى رأسها قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ عام 2020. ويستهدف هذا القانون قطاعات حيوية في الاقتصاد السوري. وفي هذا السياق، قال النائب الجمهوري جو ويلسون في تصريحات خاصة لقناة "العربية": "الشعب السوري تحرر ويجب العمل على إلغاء قانون قيصر.. ونأمل برؤية سوريا دولة ذات سيادة وغير مقسمة، لأن تقسيمها سيفتح الباب أمام داعش والتطرف".
زيارة الشيباني إلى واشنطن تحمل بعدا رمزيا وسياسيا كبيرا، كونها تعيد فتح قناة تواصل مباشرة بين دمشق والإدارة الأمريكية بعد عقود من القطيعة، لكنها تظل اختبارا أوليا لما إذا كان بإمكان سوريا تجاوز قيود العقوبات والانخراط مجددا في النظام المالي والدبلوماسي الدولي