الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

هل تنجح الزيارات المكوكية لوزير الصحة أمين التهرواي في إخماد الاحتجاجات؟


شهد القطاع الصحي بالمغرب خلال الأسبوع الماضي أزمة غير مسبوقة، تجلت في احتجاجات واسعة في مستشفى الحسن الثاني بأكادير المعروف بـ"مستشفى الموت"، حيث رفع المواطنون شعارات الغضب ضد تردي الخدمات، نقص التجهيزات، ضغط العمل، ونقص الأطر الطبية. غياب الوزير أمين التهراوي عن الميدان خلال هذه المرحلة الحرجة أثار تساؤلات حول جدية جولاته المكوكية في جهات أخرى مثل ناظور ومكناس، والتي جاءت بعد تفاقم الاحتقان وأظهرت الفيديوهات المصاحبة لها الواقع المرير: غياب التجهيزات الأساسية، صعوبة الولوج إلى الخدمات، ونقص الأطباء في المرافق الصحية.

توجه الوزير أخيرا إلى أكادير في محاولة لتهدئة الغضب، معلنا عن إقالة المندوبة الجهوية للصحة والمسؤول الإقليمي، وزيارات ميدانية لمعاينة الوضع والتواصل مع الأطر الصحية والمرتفقين. لكن هذه الإجراءات، رغم رمزية حضور الوزير، لم تعالج الأسباب الجوهرية للأزمة، التي تتعلق أساسا بتردي الخدمات ونقص الموارد البشرية وضعف التجهيزات، ما جعل الاحتقان مستمرا ويهدد ثقة المواطنين في المنظومة الصحية.

وتكشف الأزمة في أكادير هشاشة النظام الصحي على المستوى الوطني، حيث يمتد ضعف الخدمات إلى جهات أخرى، وهو ما يضع وزارة الصحة أمام تحد حقيقي: تحويل الزيارات الرمزية والجولات الشكلية إلى إصلاحات فعلية ومستدامة تشمل تحسين الأجور، وتوفير التجهيزات الأساسية، تعزيز الموارد البشرية، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية.

في غياب هذه الإجراءات، تبقى الاحتجاجات مهيأة للعودة، ويظل الشارع الصحي يرسل رسالة واضحة: المستشفيات لا تحتمل الانتظار أكثر من ذلك، والحلول الشكلية وحدها لن تكفي. الزيارة الأخيرة للتهراوي إلى أكادير، ناظور، ومكناس قد تهدئ الغضب مؤقتا، لكنها تضعه أمام اختبار مباشر لقدرة الوزارة على معالجة أزمة تردي الخدمات وإعادة الثقة للمواطنين والأطر الصحية على حد سواء.