الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الصين تجدد دعمها للمغرب قبيل مناقشة مجلس الأمن لقضية الصحراء


قبل أسابيع قليلة من مناقشة مجلس الأمن لقضية الصحراء، بعثت الصين برسالة مطمئنة إلى المغرب، مؤكدة التزامها الذي سبق أن عبر عنه الرئيس شي جين بينغ خلال لقائه بولي العهد الأمير مولاي الحسن في الدار البيضاء في 21 نونبر 2024.

ففي بيجين، يوم الجمعة 19 شتنبر، عقد وزير الخارجية ناصر بوريطة مباحثات مع نظيره الصيني وانغ يي، أكد فيها الجانبان على "الدور الاستراتيجي للمغرب كمنصة إقليمية رئيسية وجسر طبيعي للتعاون الصيني الإفريقي والصيني العربي"، وهو موقع تعززه الجغرافيا الاستراتيجية للمملكة واستقرارها السياسي وجودة بنياتها التحتية وشراكاتها المتنوعة، وفق ما أوضحته الدبلوماسية المغربية.

المحادثات أبرزت أيضا مكانة الصين كفاعل رئيسي في التعاون الدولي وشريك أساسي في إفريقيا والعالم العربي، مع الإشادة بمتانة العلاقات الثنائية والاتفاق على استكشاف فرص جديدة في قطاعات استراتيجية وواعدة مثل البنيات التحتية والصناعة والطاقة والتكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة والسياحة والتعليم العالي.

وجدد الوزيران التزامهما بدفع الاستثمارات الصينية في المغرب وتعزيز المشاريع الصناعية المشتركة والتعاون الثلاثي لفائدة إفريقيا، في إطار مقاربة التنمية المشتركة. ويأتي ذلك في سياق سعي المغرب إلى تعزيز موقعه كقطب جاذب للاستثمار الصيني، وهو ما تجسد في توقيع شركة "تينسي ماتيريالز تكنولوجي” الصينية اتفاق استثمار بقيمة 280 مليون دولار (نحو 3 مليارات درهم) لمشروع يتعلق بالإلكتروليت، فضلا عن إعلان شركة "غوشيون هاي تيك" في وقت سابق عن مشروع لإنشاء مصنع ضخم لإنتاج البطاريات الكهربائية بالقنيطرة باستثمار أولي قدره 14 مليار درهم سيوفر حوالي 17 ألف منصب شغل.

ورغم أن البلاغ المغربي لم يشر صراحة إلى ملف الصحراء، إلا أن بوريطة ووانغ يي أعلنا أنهما تناولا "قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك"، مؤكدين التلاقي حول مبادئ أساسية كاحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية ومحاربة النزعات الانفصالية والتطرف، في موقف يعتبر رسالة طمأنة للرباط قبيل إصدار مجلس الأمن قراره المقبل في أكتوبر.

الصين، باعتبارها عضوا دائما في المجلس، تضطلع بدور محوري في صياغة القرار الذي تأمل المملكة أن يتجاوز مقاربات سابقة. وفيما تحظى الرباط بدعم شبه مؤكد من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، فإنها تعمل على ضمان مواقف معتدلة من بيجين وموسكو وتفادي أي لجوء إلى الفيتو.

في الوقت نفسه، جدد المغرب تأكيده على أولوية التعددية، وهي إحدى ركائز السياسة الخارجية الصينية في ظل توتر علاقاتها مع واشنطن، حيث شدد الوزيران على أهمية دور الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها، بما يشمل التسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ويذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ كان قد أكد خلال زيارته إلى الدار البيضاء في نونبر 2024 للأمير مولاي الحسن استعداد بلاده للعمل إلى جانب المغرب في الدفاع عن "المصالح الجوهرية" وتعميق الشراكة الاستراتيجية الثنائية. ويقابل المغرب ذلك بدعمه لوحدة الصين الترابية، فيما دأبت بيجين على استبعاد "البوليساريو" من اجتماعاتها داخل الاتحاد الإفريقي وصوتت لصالح قرارات مجلس الأمن بشأن الصحراء، ولم تمتنع سوى مرة واحدة سنة 2018.