الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغرب وألمانيا يدرسان أضخم مشروع للطاقة المتجددة العابرة للقارات


يعمل المغرب وألمانيا على مشروع ضخم في مجال الطاقة العابرة للقارات قد يعيد تشكيل مشهد الإمدادات الكهربائية في أوروبا. المبادرة، التي تحمل اسم “سيلا أتلانتيك”، تهدف إلى نقل ما يصل إلى 15 جيغاواط من الطاقة الشمسية والريحية المولدة في الصحراء المغربية نحو ألمانيا عبر نحو 5000 كيلومتر من الكابلات البحرية، وفق ما أورده موقع “Reacharge News”. ويأتي هذا المشروع بعد إلغاء خطة "إكس لينكس" التي كانت تستهدف ربط كهرباء الصحراء المغربية بالمملكة المتحدة.

يقود المشروع الجديد في نسخته الألمانية عدد من المسؤولين السابقين في شركتي "إن بي دبليو" و"أورستد"، عبر فرع "إكس لينكس ألمانيا". وسيتم مد كابل "سيلا أتلانتيك" لمسافة 4800 كيلومتر بمحاذاة الساحل الأطلسي، لنقل الكهرباء المنتجة من محطات الطاقة الشمسية والريحية المغربية مباشرة إلى الشبكة الألمانية.

وبحسب التقارير الإعلامية المتخصصة، فإن شركات كبرى مثل "إي أون" و"يونيبر" و"أوكتوبوس إنرجي" قد تنخرط في دعم هذا المشروع الاستراتيجي. حيث أشار موقع "إنرغيت" الألماني إلى أن الخطة تقوم على مد كابلين متوازيين تحت سطح البحر بطاقة إجمالية تبلغ 3.6 جيغاواط، وهو ما سيجعل المشروع، في حال تنفيذه، من بين أضخم البنى التحتية الطاقية التي تربط شمال إفريقيا بأوروبا الوسطى.

ويتوقع أن تدخل أولى خطوط النقل الخدمة بحلول سنة 2034، وهو موعد يتماشى مع الأهداف المناخية بعيدة المدى لألمانيا، رغم التحديات المتعلقة بالتمويل والتنسيق الدولي والصعوبات التقنية. ويعتمد المشروع على تكنولوجيا التيار المباشر عالي الجهد (HVDC)، باعتبارها التقنية الوحيدة القادرة على تقليص الفاقد في نقل الكهرباء عبر المسافات الطويلة. غير أن عملية مد الكابلات على طول قاع المحيط الأطلسي ستشكل اختبارا حقيقيا لقدرات الهندسة الحديثة.