الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

قمة عالمية في نيويورك تناقش حل الدولتين وسط تزايد عدد الدول التي تعترف بفلسطين


يستعد عدد من قادة العالم للإعلان، اليوم الاثنين في نيويورك، عن اعتراف رسمي بدولة فلسطين خلال قمة تنظمها فرنسا والسعودية، في خطوة تعتبرها إسرائيل تقويضا لفرص إنهاء الحرب على غزة بسلام. القمة، التي تأتي قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، من شأنها أن تمنح دفعة معنوية للفلسطينيين، لكنها لن تغير الواقع على الأرض، في ظل رفض حكومة بنيامين نتنياهو، الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، لأي حديث عن دولة فلسطينية، وإصرارها على استمرار حملتها العسكرية ضد حركة حماس.

وتشهد القمة مشاركة دول أعلنت اعترافها بالفعل مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، فيما تستعد فرنسا وخمس دول أخرى للانضمام إليها رسميا. ورغم أن أغلبية الدول الأوروبية باتت تعترف بفلسطين، فإن ألمانيا وإيطاليا لا تزالان متحفظتين، حيث تؤكد برلين أن الاعتراف يجب أن يكون تتويجا لمسار سياسي قائم على حل الدولتين، فيما ترى روما أن الخطوة قد تكون "عكسية". من جهتها، جددت روسيا موقفها بأن حل الدولتين يبقى الخيار الوحيد لإنهاء صراع مستمر منذ عقود.

إسرائيل والولايات المتحدة قررتا مقاطعة القمة، واعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بأنها "سيرك". في المقابل، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو أن الاعتراف يمثل "قرارا سياسيا فوريا ورمزيا" يعكس التزام فرنسا بحل الدولتين، مشيرا إلى أن إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون سيعطي زخما إضافيا لهذه المبادرة.

إسرائيل، التي تواجه عزلة دولية وانتقادات متزايدة بسبب حصيلة القتلى في غزة التي تجاوزت 65 ألفا وفق السلطات المحلية، تهدد بالرد عبر خطوات من بينها ضم أجزاء من الضفة الغربية أو اتخاذ إجراءات ثنائية ضد باريس. لكن محللين يرون أن مثل هذه الخطوات قد تضر بعلاقات تل أبيب مع شركاء إقليميين بارزين مثل الإمارات، التي حذرت من أن الضم سيقوض روح "اتفاقات أبراهام".

في الداخل الفلسطيني، لم تجد الاعترافات المتتالية صدى كبيرا لدى السكان الذين يواجهون القصف والنزوح. نزيل جابر، أحد النازحين في غزة، قال إن الاعتراف "لن يترجم إلى ضغط حقيقي على إسرائيل لمنح الفلسطينيين حقوقهم". أما في تل أبيب، فاعتبر بعض الإسرائيليين أن الفلسطينيين أضاعوا فرص السلام مرارا، متسائلين عن جدوى تقديم تنازلات جديدة.