الخميس، 21 أغسطس 2025

واشنطن تتلف مساعدات غذائية تكفي لإطعام 1.5 مليون طفل وسط مجاعات عالمية


دخلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جدل جديد بعد أن أصدرت أوامر بإتلاف مساعدات غذائية طارئة بدلا من إرسالها إلى المحتاجين في الخارج، وذلك ضمن سياسة غير مسبوقة لتفكيك برامج المساعدات الخارجية المستمرة منذ خمسة أشهر.

ويتعلق القرار بحرق نحو 500 طن من البسكويت الغذائي عالي الطاقة، وهو ما يكفي لإطعام نحو 1.5 مليون طفل لمدة أسبوع، كانت معدة في الأصل لأطفال في أفغانستان وباكستان. مصادر داخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أكدت أن هذه المواد، التي تم شراؤها أواخر عهد إدارة بايدن بقيمة 800 ألف دولار، ستصبح رمادا خلال أسابيع قليلة بعد انتهاء صلاحيتها غدا.

البسكويت، المعروف بتركيز عناصر غذائية أساسية للأطفال دون سن الخامسة، يستخدم عادة في حالات الكوارث والحروب عندما يتعذر إنشاء مطابخ ميدانية. لكن، ومع تجميد إدارة ترامب لجميع المساعدات الخارجية تقريبا منذ يناير الماضي، لم يحصل موظفو الوكالة على موافقة لنقل الشحنات رغم إرسالهم طلبات متكررة للقيادات السياسية الجديدة التي تدير ملف المساعدات.

وكانت المسؤولية في البداية بيد بيت ماروكو ثم جيريمي لوين، اللذين لم يردا على طلبات موظفي الوكالة بشأن نقل الغذاء. وفي مايو، تعهد وزير الخارجية ماركو روبيو أمام الكونغرس بعدم السماح بإتلاف المساعدات الغذائية، لكن وثائق رسمية أظهرت أن قرار الحرق كان قد صدر بالفعل في وقت سابق.

تزامن ذلك مع وقف المساعدات الإنسانية الأمريكية لأفغانستان واليمن بدعوى أنها قد تستفيد منها جماعات إرهابية، بينما لم يُقدَّم أي مبرر مماثل لوقف المساعدات الموجهة إلى باكستان. بل لم يتم النظر حتى في إمكانية إعادة توجيه هذه الشحنات إلى دول أخرى تعاني مجاعات حادة، مثل السودان.

تدمير هذه الكميات سيكلف دافعي الضرائب الأمريكيين 130 ألف دولار إضافية، إلى جانب كلفة شرائها، في وقت يعاني فيه 58 مليون شخص حول العالم من خطر المجاعة. برنامج الأغذية العالمي (WFP) أشار إلى أن هذه الشحنات وحدها كانت قادرة على سد الاحتياجات الغذائية لجميع الأطفال في غزة ممن يعانون سوء التغذية الحاد لمدة أسبوع.

القرار يأتي في ظل تراجع القدرة التشغيلية للوكالة الأمريكية للتنمية بعد تسريح عدد كبير من الموظفين المتخصصين في إدارة سلاسل الإمداد الإنسانية، ما أدى إلى تراكم عشرات آلاف الأطنان من الأغذية الطارئة الأخرى في مخازن حول العالم، بعضها مهدد أيضا بالانتهاء دون الاستفادة منه.