هز هجوم مسلح اليوم الأربعاء مكتب وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في مدينة دالاس، حيث أطلق الجاني النار من مبنى مجاور، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين قبل أن يضع حدا لحياته. وكشفت السلطات أن إحدى الرصاصات غير المستعملة التي عثر عليها في مكان الحادث كتب عليها بخط اليد عبارة "ANTI-ICE"، في إشارة واضحة إلى دوافع أيديولوجية وراء الهجوم.
ونشر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل صورة على منصة "إكس" تظهر هذه الذخائر، مؤكدا أن مراجعة أولية للأدلة تشير إلى أن الهجوم ذو طابع إيديولوجي. ورغم ذلك، شددت السلطات على أن التحقيق ما زال في مراحله الأولى، وأنها تتعامل مع الحادث على أنه "عمل عنف موجه"، بحسب ما صرح به جوزيف روثروك، المسؤول عن مكتب الـFBI في دالاس.
الهجوم وقع عند الساعة 6:40 صباحا بالتوقيت المحلي، حيث نقل اثنان من المصابين إلى المستشفى، فيما توفي ثالث في موقع إطلاق النار. ولم يكشف بعد عن هوية المهاجم، فيما أكدت السلطات أن أيا من عناصر إنفاذ القانون لم يتعرض للأذى. ويذكر أن المكتب المستهدف لا يستخدم كمركز احتجاز، بل كمقر إداري لمعالجة الموقوفين لفترات قصيرة.
الناطقة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلافلين، أوضحت لقناة "فوكس نيوز" أن الهجوم بدا وكأنه منسق عبر إطلاق نار بعيد المدى، على غرار عمليات القنص. ويأتي الحادث بعد أسبوعين فقط من مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك في ولاية يوتا برصاص قناص خلال لقاء داخل جامعة، ما أثار مخاوف من موجة جديدة من العنف السياسي في الولايات المتحدة.
وربط الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس هذه الاعتداءات بجهات ليبرالية متهمة بتحريض العنف، رغم غياب أدلة معلنة بهذا الشأن. وفي خطوة مثيرة للجدل، وقع ترامب يوم الاثنين أمرا تنفيذيا يصنف حركة "أنتيفا" كمنظمة إرهابية محلية، بالرغم من عدم وجود ما يثبت تورطها في اغتيال كيرك.
وتأتي هذه الأحداث وسط تصاعد التوتر حول سياسات إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة، إذ أصبحت مراكز احتجاز المهاجرين نقاط مواجهة متكررة بين نشطاء يساريين وقوات ICE التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وشهدت مدينة شيكاغو ضواحي مواجهات حادة مؤخرا أصيب خلالها عدد من المحتجين، بينهم عمدة مدينة إيفانستون، ما دفع السلطات إلى تشديد إجراءاتها الأمنية عبر نصب حواجز معدنية حول المنشآت.
الهجوم في دالاس هو الثالث من نوعه هذا العام في تكساس يستهدف منشآت تابعة لوزارة الأمن الداخلي. ففي يوليوز، أصيب شرطي برصاص في مركز احتجاز للمهاجرين في "بريري لاند"، كما قتل شاب من ميشيغان يبلغ 27 عاما بعد أن فتح النار على محطة لحرس الحدود في مدينة ماكالين.