أكد وزراء خارجية الدول الأعضاء في تجمع دول الساحل دعمهم القوي لمبادرة الأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس، وذلك خلال اجتماع متابعة عقد يوم الأربعاء في نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ممثلو النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد جددوا التزام بلدانهم الكامل بالمبادرة التي تهدف إلى تأمين وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، متعهدين بالإسراع في تنفيذها. وحضر اللقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي يقود جهود التنسيق في هذا الإطار.
وزير خارجية النيجر، بكاري ياو سنغاري، أعرب عن امتنانه العميق للملك محمد السادس، مستحضرا الاستقبال الذي خصهم به في 28 أبريل بالرباط، حيث قدم لهم العاهل المغربي رؤيته بشكل مباشر. وأوضح أن فرق العمل وضعت مجموعة من المشاريع سيتم الشروع في تنفيذها على المدى القريب والمتوسط والبعيد، مؤكدا أن المبادرة انتقلت من مرحلة التصور إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
أما وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، فاعتبر المبادرة آلية فريدة لتعزيز الروابط بين المغرب وتجمع الساحل، مشيدا بمقاربة المغرب القائمة على الاحترام والإنصات المتبادل، مؤكدا أن الرباط تتعامل مع شركائها من موقع الند والأخوة.
من جانبه، شدد وزير خارجية بوركينا فاسو، كاراموكو جان ماري تراوري، على أن رؤية الملك تعتبر الساحل ليس منطقة مقفلة بلا مستقبل، وإنما فضاء للفرص والإمكانات، وهو ما وصفه بالرؤية الاستباقية التي تؤسس لعلاقات جديدة مع دول المنطقة.
أما وزير خارجية تشاد، عبد الله صابر فاضول، فأكد الطابع الطموح والتعاوني الذي ميز اجتماع نيويورك، مبرزا اعتزاز بلاده بالانضمام إلى إخوانها في تجمع الساحل ضمن هذه المبادرة التي وصفها بـ"خزان للفرص" لشعوب المنطقة. وأكد على ضرورة ترجمة النقاشات إلى مشاريع ملموسة تحددها فرق العمل المشتركة.
وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس كان قد أعلن عن مبادرة الأطلسي في السادس من نونبر 2023، في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، بهدف إنهاء عزلة دول الساحل عبر فتح ممرات آمنة نحو المحيط الأطلسي، بما يجعل المنطقة محورا اقتصاديا وسندا للتنمية والاندماج الإفريقي.